الريادة

“شباك صيد”.. تكتيك أوكراني بدائي لمواجهة الطائرات الروسية

الريادة: في مشهد يُجسّد التناقض بين الحداثة والبدائية في ساحة المعركة، تلجأ القوات الأوكرانية المرابطة على الجبهة الشرقية، إلى استخدام “شباك الصيد” التقليدية كخط دفاع أول، ضد الطائرات المسيّرة الروسية المتطورة، في وقت يشتد فيه الخناق على بلدات محاصرة من بينها مدينة كوستيانتينيفكا.

وتُعلّق الشباك على أعمدة على طول الطرق المؤدية إلى مواقع الجنود، في محاولة لإبطاء أو تعطيل الطائرات الصغيرة التي تحمل متفجرات، بعد أن باتت السماء ساحة حرب طاحنة توازي قسوة المعارك الأرضية.

وحسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية، تكمن أهمية هذه الوسيلة البدائية في قدرتها على اعتراض المسيّرات الروسية التي تعمل في عمق الأراضي الأوكرانية، لكن هذه الإجراءات لا تخلو من الثغرات، إذ يعبر السكان المحليون من خلالها لقضاء شؤونهم اليومية، ما يترك فجوات تستغلها وحدات روسية متخصصة.

ونشرت وحدة “سودني دين” الروسية، مشاهد تُظهر طائرات مسيّرة تنفذ هجمات داخل المناطق المشبكة، بعضها استهدف مركبة عسكرية أوكرانية قرب كوستيانتينيفكا، في حين وثقت كاميرا مسيّرة أخرى لحظة التفجير.

ضغط متزايد

وقال مسؤولون محليون في كوستيانتينيفكا، لسي إن إن: إن “4 مدنيين قُتلوا وأصيب 31 آخرون خلال الأسبوع الأخير نتيجة الضربات الروسية، كما جرى إجلاء الأطفال، بينما بقي نحو 8 آلاف مدني في المدينة”.

وتظهر في المدينة آثار قصف واسع النطاق، حيث تنتشر السيارات المتضررة بفعل المسيّرات، منها حافلة صغيرة على أطراف المدينة دُمّرت بالكامل، وقُتل سائقها رغم عدم انفجار الذخيرة المحمولة على الطائرة.

تكنولوجيا في ساحة بدائية

وعلى الأرض، يستخدم الطرفان الأوكراني والروسي كابلات ألياف ضوئية دقيقة لتوجيه بعض أنواع المسيّرات، في محاولة لتجاوز أنظمة التشويش. 

وتمتد هذه الكابلات لعشرات الكيلومترات في ساحات المعركة، ما يسمح بتحكم مباشر بالطائرات دون فقدان الإشارة.

وفي هذا السياق، قال قائد ميداني أوكراني من اللواء 93 يُدعى فاسيل إن “وحدته لم تتلقَّ أي تعزيزات بشرية منذ 8 أشهر، وإن الإمدادات تُرسل إلى الخطوط الأمامية عبر طائرات مسيّرة من طراز (فامباير)، قادرة على حمل ما يصل إلى 10 كيلوغرامات من المؤن والذخيرة”.

وأضاف فاسيل أن عناصره يضطرون أحياناً لنقل الذخيرة سيراً على الأقدام لمسافات طويلة، لتفادي كشفهم من قِبل المسيّرات الروسية، مشيراً إلى أن فرقاً روسية مثل “روبكون” تستخدم أساليب متقدمة لإسقاط المسيّرات الأوكرانية، بينها خيوط يتم إنزالها من طائرات لمهاجمة المراوح وإسقاط الطائرات.

تراجع الروح المعنوية

وبدوره، انتقد فاسيل ضعف التواصل بين الخطوط الأمامية والقيادة، قائلاً إن “الكثير من الحقائق لا تصل إلى الدولة، والدولة لا تشرح ما يجري للناس”. وأضاف: “نحن مرهقون. الناس سئموا الحرب، والدول الأخرى تعبت من مساعدتنا أيضاً”.

وفي المقابل، ما زال السوق المركزي في كوستيانتينيفكا ينبض بالحياة، رغم القصف المتواصل. ويخشى كثيرون الظهور في الإعلام خشية تعرضهم للمساءلة في حال سقوط المدينة.

تقدم روسي ميداني

ووفقاً لتحليلات مصدرها منصة “ديب ستيت”، المتخصصة في متابعة تحركات الجبهات، تقدّمت القوات الروسية حتى مسافة 8 كيلومترات من الأطراف الجنوبية والجنوبية الشرقية للمدينة خلال الأسبوع الماضي، مما يُنذر بإمكانية تطويق كوستيانتينيفكا بالكامل.

ويمثّل هذا التقدم جزءاً من استراتيجية روسية أوسع، نحو إعادة رسم خطوط الجبهة لتشمل مدناً مثل بوكروفسك وكوبيانسك، بهدف إحراز مكاسب ميدانية تُعزز موقف موسكو في إقليم دونيتسك الاستراتيجي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية