
لقطة من زوال اليوم مع الدكتور يانيس كولاجراكيس (اليونان) رئيس الاتحاد العالمي للمدربين المحترفين، وذلك على هامش المؤتمر الدولي حول مستقبل التعليم والتدريب في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، المنعقد في هذه الأيام في اسطنبول – تركيا.
خلال التقاط الصورة، أهدَيتُ للدكتور نسخة من كتابي “في نقد المصلحين”، مع تأكيد خاص له أنه “إنتاج بشري خالص”، خالٍ من أي تدخل للذكاء الاصطناعي. لكنني أخبرته – بصراحة – أن هذا سيكون هو آخر عمل تأليفي لي لا أستعين فيه بهذه التقنية المبهرة.
ما استمعت إليه من عروض، وما تلقيته من تدريبات متقدمة في الورش، جعلني أُدرك أن الذكاء الاصطناعي لم يعُد خيارًا… بل أصبح ضرورة.
ضرورة للأفراد، والمؤسسات والدولة أيضا.
إنه ليس مجرد أداة لتوفير الوقت والجهد فقط، فهو بالإضافة إلى ذلك رغم أهميته، أصبح رافعة معرفية تختصر المسافات وتفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتطوير.
وعدني الدكتور يانيس بقراءة الكتاب بعد ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، وهذا أمرٌ أصبح اليوم في متناول اليد بفضل أدوات الترجمة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
الواقع أن عالم الذكاء الاصطناعي لا يمكن اختزاله في بُعد تقني فقط، بل هو تحدٍ حضاري ومعرفي، يُعيد تشكيل أدوار الإنسان ويضعنا أمام أسئلة أخلاقية وفكرية وكبرى.
جئت إلى تركيا لأصبح مدربًا رقميًا معتمدًا، وقد حصلتُ بالفعل على الرخصة، وسأسعى جاهدًا لنقل المعرفة والمهارات التي اكتسبتها في هذا المؤتمر الدولي، واكتسبتها من قبل ذلك في ملتقى التدريب الاحترافي في مجال الذكاء الاصطناعي، سأحاول أن أنقل ذلك إلى الشباب ، من خلال برنامج “خطوة التدريبي لاكتشاف وتنمية المواهب الشبابية”.
فقط أمهلوني بعض الوقت لمراجعة وتلخيص كل ما تعلمت، قبل أن أشرع في تصميم دوراتي الخاصة بي في مجال التحول الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي، والتي سأقدمه مجانا للشباب كلما كانت هناك فرصة لذلك.
يؤسفني حقا أنه لم يشارك معي أي موريتاني في هذا المؤتمر المهم جدا، ويؤسفني كذلك أن التدريب على تقنيات الذكاء الاصطناعي لن يجد اهتماما كبيرا إلا بعد فوات الأوان، أي بعد أن يكون الآخرون قد تجاوزونا بسنوات ضوئية.
التأخر عن الركب في مواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي لسنة أو سنتين سيعني تأخرا لقرن أو قرنيين.
العالم سيسير بسرعة غير معهودة في عصر الذكاء الاصطناعي، فهل نحن جاهزون أفرادا ودولة لمسايرته؟
أترك لكم الجواب.