
الريادة: طالبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إسرائيل وقف ضرباتها على أهداف تابعة للحكومة السورية، وبدء محادثات مباشرة مع دمشق لحل الأزمة، فيما كشفت تقارير استخباراتية أمريكية رفيعة المستوى أن الحكومة السورية غير متورطة في أي انتهاكات ارتُكبت في مدينة السويداء بجنوب سوريا.
ووفقاً لما نقله موقع “أكسيوس” عن مسؤول أمريكي رفيع، أفاد بأن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق بالغ من أن الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف سورية، بما في ذلك مواقع عسكرية قرب القصر الرئاسي في دمشق، وأن هذه الهجمات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الحكومة السورية الجديدة .
وقال المسؤول الأمريكي: إن “الساعات الثماني والأربعين الماضية قد تُقوّض بشدة التقدم نحو اتفاقية أمنية جديدة بين إسرائيل وسوريا”، مضيفاً أن تلك المناقشات كانت تُظهر سابقاً تقدماً ملحوظاً.
وأكد المسوؤل الأمريكي أن “المعلومات الاستخباراتية الأمريكية لا تظهر أي تورط للحكومة السورية بارتكاب انتهاكات في السويداء”.
وأوضح أن: “تصرفات إسرائيل تتأثر بالضغط الداخلي من الطائفة الدرزية، وقد طلبنا من تل أبيب التوقف عن التصعيد بهدف الدفع باتجاه محادثات مباشرة بين إسرائيل وسوريا”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للصحافيين، أمس الأربعاء، إن واشنطن “قلقة للغاية” بشأن الضربات الإسرائيلية في سوريا وتريد وقف القتال.
ويأتي هذا في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي كبير ضد أهداف تابعة للحكومة السورية في جنوب سوريا وفي العاصمة دمشق.
وأكدت إسرائيل، أنها لن تسمح بوجود عسكري في جنوب سوريا قرب حدودها، وذلك عقب انتشار قوات حكومية في مدينة السويداء، الثلاثاء.
وأجرى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم برّاك، عدة مكالمات مع رون ديرمر، كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، للضغط من أجل خفض التصعيد، طالباً من الإسرائيليين “التهدئة والهدوء”.
وفي الأيام الأخيرة، اندلعت اشتباكات في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية بين مسلحين دروز وآخرين من البدو. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية تدخّلها في المحافظة لفض الاشتباكات.
من جهتها، أكدت الحكومة السورية، أمس، التزامها بإجراء تحقيق يفضي إلى محاسبة المتورطين بـ”الانتهاكات” في محافظة السويداء جنوبي البلاد، معتبرة تلك التجاوزات “غير قانونية”.
كما شددت على أن “الدولة السورية تضع أولوية قصوى لحماية الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا، وتؤكد أن العدالة هي المعيار الذي نعمل به في جميع الحالات”.
ولاحقاً، أعلنت دمشق التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في مدينة السويداء، وبدأ الجيش السوري الانسحاب من المدينة تنفيذاً لبنود الاتفاق، الذي يشمل نشر حواجز أمنية وتشكيل لجنة مشتركة مع شيوخ دروز للإشراف على تطبيقه.
وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية للتهدئة، قالت القوات الإسرائيلية في بيان لها، أمس الأربعاء، إنها “ترسل تعزيزات إلى الحدود مع سوريا لتسهيل المزيد من الضربات ووقف الهجمات ضد الدروز”، وفق “أكسيوس”.