
الريادة: رأت القناة الـ 12 الإسرائيلية أنه دون شروط واضحة في المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والتي عقدت السبت الماضي في عمان، قد تخرج إيران “الفائز الأكبر”، مما يمكن وصفها بـ”صفقة القرن”.
وقالت القناة إنه للمرة الأولى منذ عقد، أصبح التهديد العسكري الموثوق بتحييد البرنامج النووي الإيراني مطروحاً على الطاولة، مدعوماً بحضور عسكري أمريكي غير مسبوق في الشرق الأوسط، وأبرز مظاهره نشر قاذفات الشبح الاستراتيجية في جزيرة “دييغو غارسيا” في المحيط الهندي، وإرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة؛ مشيرة إلى أن هذا يأتي في وقت أصبحت فيه إيران معرضة للخطر باستمرار بعد خسارتها لتنظيم حزب الله كمكون رئيسي لقدراتها الرادعة، بالإضافة إلى أن قدرتها على حماية مواقعها الاستراتيجية من الهجوم تعرضت للخطر.
وفي ظل تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللجوء إلى الخيار العسكري إذا فشلت المفاوضات، يشير الجانبان إلى رغبتهما في التوصل إلى اتفاق؛ ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانتا ستتمكنان من سد الفجوات بينهما؛ مستطردة: “الشيطان يكمن في التفاصيل”.
مفاوضات غير متكافئة
وأضافت القناة، أنه من الواضح أن الجانب الإيراني أكثر دراية بتفاصيل القضية، وأن المفاوضات ليست متكافئة؛ لأن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتمتع بخبرة سنوات عديدة من جولات المفاوضات السابقة، كما أنه يتحكم في تفاصيل القضية النووية، وهو الأمر الذي دفع المفاوض الصارم لترامب، مبعوثه ستيف ويتكوف، أن يتخذ خطواته الأولى في المجال النووي، لأن الأمر يتطلب مستوى عالياً من الاحتراف؛ وعلاوة على ذلك، ينشغل ويتكوف أيضاً بالمفاوضات الشاقة في ساحات أخرى، مع التركيز على أوكرانيا وغزة.
إشكالية إسرائيلية
وقالت القناة في التحليل، الذي أعده عاموس يادلين؛ الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، إن إصرار ترامب المعلن على ضمان “عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية” يشكل هدفاً عاماً يمكن أن يلبي بسهولة نسبياً موقف إيران، التي ادعت دائماً أن “برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط”، وليست على استعداد للتخلي عن حقها في التخصيب. وفي ظل هذه الظروف، قد تتوصل إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق إشكالي من وجهة نظر إسرائيل، وهو اتفاق لا يلبي مطلبها بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل وإبعاده بشكل دائم عن العتبة النووية.
وألقت القناة الضوء على تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الذي تناول التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن القضية الإيرانية؛ موضحة أن إسرائيل تشكك في فرص فرض اتفاق مرض على إيران دون مهاجمة منشآتها النووية، ومن ناحية أخرى، قررت إدارة ترامب، رغم الخلافات داخل صفوفها، بذل جهد دبلوماسي للتوصل إلى اتفاق مع طهران، وهو ما أعلنه الرئيس ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو في البيت الأبيض.
معايير ضرورية
وأشارت إلى أن هناك العشرات من المعايير في المجال النووي التي يتعين على الولايات المتحدة الإصرار عليها في أي اتفاق مستقبلي؛ والتي تشمل نطاق ومستوى تخصيب المواد النووية التي ستبقى في إيران، وعدد أجهزة الطرد المركزي التي ستتمكن من امتلاكها، إن وجدت، ونوعيتها، ومستوى حماية مواقع التخصيب، والقيود المفروضة على البحث والتطوير، والرقابة التدخلية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي (بناء على ما يسمى “البروتوكول الإضافي” لترتيبات التفتيش في معاهدة حظر الانتشار النووي)، والوصول إلى أنشطة التفتيش والمواقع والعلماء المشتبه في تورطهم في تطوير الأسلحة النووية، والإجابات الإيرانية المليئة بـ”الملفات المفتوحة” المتعلقة بالأنشطة النووية المحظورة سابقاً، وأكثر من ذلك.
صفقة القرن
وبحسب القناة؛ فإن الخلاصة هي أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران قد تكون تهدف إلى خلق مبرر للتحرك العسكري، ولكن في هذه المرحلة هناك مخاوف من أن الرئيس ترامب حريص على التوصل إلى اتفاق بأي ثمن تقريبا، كبديل مفضل للهجوم، وتقديمه باعتباره “صفقة القرن”.
فشل إسرائيلي
وأضافت أنه من الواضح أن إسرائيل فشلت في التوصل إلى تفاهمات استراتيجية أولية مع إدارة ترامب، بما في ذلك الجوانب التقنية والعملياتية، بشأن النموذج المطلوب للاتفاق مع إيران، وبشأن الخطة البديلة المشتركة في حال فشل المفاوضات؛ مشيرة إلى أنها في ظل هذه الظروف، تجد نفسها مندهشة، مراراً وتكراراً، من التحركات الأمريكية، وتراقب المحادثات بين واشنطن وطهران من دون أي قدرة تقريباً على التأثير عليها.