الريادة

حقائق يجب ان تقال وامور تنتظر ان تفعل !!!/ التراد ولد سيدي

إن مشكل المشاكل فيما نعيش ومانعانى ليس في سوء الحالة التي نعيش في بلادنا ولا في حالة الفقرالمدقع لغالبية السكان والذي يزداد ويتوسع بشكل مطرد ولا في سوء التسيير وسوء الحكامة اللذان يزدادان كل يوم ترسخا ويزداد المجتمع لهما تعودا وقبولا بوصفهما معطى مسلم به . .وليست المشكلة في الأقلية القليلة التي تملك كل شيء واصبحت حالة منفصلة عن محيطها في كل شيء

.سياراتهاودورها وحقائبها الحلدية وساعة يدها وكل اشيائها باثمان لايمكن تصورها بعشرات ومئات الملايين .وإن مهورهاومنحها وهداياها بالسيارات الفارهة وعشرات الملايين .وقد تجاوزت حفلاتها وبذخها كل حدود وما يلقى على راقيصيها وراقصاتها من حزم النقود وسط لعب وضحك ومجون يعطى الانطباع بانتمائه لارض غير هذه الارض وكوكب بعيد لانعلمه .!!!

والغريب العجيب أنه في الوقت الذي تعوم فيه تلك الاقلية بحبوحة نعمها يقبع الشعب بأكثريته في الفقر وسوء الحال فاكثرية شعبنا لاتتمتع بالماء الشروب ولا بالإضاءة ولا يجدون طعم اللحم في غذائهم إلانادرا ويعانون الأمراض المزمنة وأكثرها من سوء التغذية وتلوث مياه المستنقعات. ولايتمتع ابناؤهم بتعليم حقيقي مستمر والكثير منهم لم تطئ اقدام ابناؤهم قاعة مدرسة .وجلهم لايقون انفسهم القرة والحر و يفترشون التراب واشياء بسيطة ملتقطة من الشارع .

إن جميع ما يعرف عندنا بآدواب دون استثناء وهم بالآلاف ومعها أكثرية القرى الريفية واحياء الصفيح في الترحيل في انواكشوط وباق المدن ينطبق عليهم ماذكرنا …وإن جميع الموظفين المتوسطين كتبة وسكرتاريا والأطباء والممرضين .والأساتذة والمعلمين والضباط والجنود والدرك والشرطة وصغار التجار والحرفيين وصغار الكسبة كل هؤلاء يعتبرون في مجتمعنا فقراء لاتستطيع رواتبهم الإيفاء بحاجاتهم ويعيشون جميعا درجة من الفقر تلى درجة الذين لايملكون شيئا وهم الاكثرية الكاثرة ..وسط بحر البؤس من كل هؤلاء واولئك نجد قلة جمعت بوسائل قل منها المشروع هذه الثرواات التي يتبجح بها الميسورون ببذخهم وعبثهم وفحشهم وسط بحر الفقراء والمرضى البائسين من بني جلدتهم !!! .

إن المشكلة ليست في وجود هذ الوضع شديد التناقض بين بحر البؤساء وثلة المتنعمين الذين يشكلون وضع قارون وهامان وسط الفلاحين المصريين.وفقراء بني إسرائيل فهذ وضع قد وجد وليس لأحد سوى الاعتراف به كواقع قائم تدعمه السلطة ويقره قانونها وتحرسه بما تملك وإنما المشكلة ان لا يكون هناك سبيل لتغييره او تخفيف تاثيره على سلامة الوطن واستقراره …

إننا لانأمل شيئا من نظام جعلته الظروف يسير إرثا تسلمه من أنظمة سبقته كلها حمت هذه الاوضاع وقوتها باعتبارها حالة طبيعية لاترى أفضل منها ولا بديلا عنها ولم ترى بأسا في الاستفادة منها واستمرارها ..

إنما يريده المرؤ وقد يجده ميسورا او ممكنا في الظروف العادية هو البحث عن رؤى وبرامج تراعي حالة الشعب وطلباته وحاجاته وتبني سياسة إصلاح وإنقاذ تنهي الفساد وسيطرة المفسدين وتجعل الشعب غاية هذه السياسة ووسيلتها فيتم إشراكه في ريع البلد وفي حكامته وتدبير شؤونه ..إن المشكلة التي تحول دون تحقيق شيء ما في هذ السبيل هوهذه طبقة المتعلمين التي تظل تنتقديل وتعوى وتزعق وعندما تقترب الاستحقاقات تمتصها القبلية والجهوية وتسخرها الاقلية الفاسدة التي تمتلك جل المال العام فيقوموا بإعادة انتخاب أحد حمات الفساد فيرجع اشباه المثقفين لصراخهم وعويلهم ..هذه مشكلتنا فمن منا لايعلم ان الواقع لايطاق؟! ومن منا يستعد ليكون ثابتا في توجه ينقذ الوطن ويصلح الامور؟! إن مشكلتنا في نخبنا التي لاتلتزم ولاتثبت ولاتصمد على موقف .إنها علتنا آنها مشكلتنا إنها مصدر كوارثنا فأن تصلح النخب وتتحرر من التبعية العمياء والانتهازية والاستسلام لواقع التصفيق والنفاق والسير في التيار فكل شيء ممكن وإن يستمر المتعلمون ينارسون سلوكهم الشائن فستستمر الامور في تدهور حتى النهاية الاي نرجو ان لاتكون قريبة وقريبة جدا !!# @

أخبار ذات صلة

درسنى بلغتى ..(ح1)/ باباه ولد التراد

Bilal Aly

استهداف النائب محمدبوي ..إلى أي مدى؟/ باباه ولد التراد

Bilal Aly

أحمدُو ولد محمد المصطفى التاريخ المجيد والخسارة الوطنية/ باباه التراد

Bilal Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية