كنا ندرك أن هذا الصوت الوطني القوي المؤثرالذي اختار أن ينحاز إلى الوطن وهويته ، والجماهير وهمومها ، والقطاعات المهمشة ومشاكلها ، سوف يكون مزعجا للذين لا يريدون لموريتانيا أن تنهض وتتجاوز واقع الحيف والغبن .لذلك فقد عمد هؤلاء إلى تجنيد أشخاص لا يدركون حقيقة مصالحهم الجوهرية ، فحاولوا عبثا النيل من النائب البرلماني القدير محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل ، الذي استمات داخل البرلمان في الدفاع عن المدرسين حين اقترح من بين أمور أخرى على الجمعية العامة زيادة رواتب الاساتذة والمعلمين .وعندما رفض النواب المتشبثون بنهج الفساد والأنانية مقترحاته المتعلقة بهذه الزيادة أعلن أنه سيخصص جائزة سنوية لأفضل أستاذ وأفضل معلم يوزع بموجبها مبلغا مساويا للعلاوة التي صادق عليها البرلمان للنواب ،كنوع من الاحتجاج ولفت الأنظار إلى أهمية الدور المتميز الذي يلعبه المدرس في نهضة الامم وتقدمها .و هنا يتفق الجميع أن المهندس السويدي ” ألفرد نوبل ” لم يكن يستخف بالعلماء عندما أوصى بمعظم ثروته التي جناها من الاختراع إلى ” جائزة نوبل ” التي سُميت بإسمه .وبما أن الطبقة الفاسدة في هذا البلد ترى أن تخصيص جزء كبير من ميزانية الدولة لقطاع التعليم هو بمثابة هدر للأموال التي تستبيحها فإن النائب الذي يدعو من قبة البرلمان إلى أن يكون راتب المعلم مساويا لراتب البرلماني(#راتب_المعلم_راتبي) يجب التصدي له ومحاربته بكل الوسائل قبل أن ينقل لموريتانيا أفكار وقصص التجارب العالمية التي ترى أن ثروة الشعوب التي لا تنضب هي الثروة المعرفية ، حيث يقول: ” مهاتير محمد ” إن «التعليم هو سبب نجاح التجربة الماليزية ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة»، مضيفًا أن«ربع الميزانية كان مخصصًا للتعليم».ورغم هذا كله فقد زرع هذا النائب الأمل في نفوس المواطنين الموريتانيين في وقت تهافتت فيه الطبقة السياسة ، فكانت كلماته القوية والشجاعة تخلق في الوجدان وعياً بالتقدم بوصفهاخطابا مستقلا جامعا وسطيا بديلا ، وهو ما قد يؤسس لبناء تطلع سياسي ونقدي أقوى من الأحزاب التقليدية، ينطلق من أفكار وأحاسيس المواطنين ويعبر عن مشاعرهم بصدق وبصوت عال تتحد عنده الفكرة بالممارسة وتتبلور لديه رؤية شاملة ومتماسكة .وهنا يتأكد أن الموريتانيين الخيرين سيدافعون بقوة عن هذا النائب الوطني الذي التحم بالمواطنين في كل كبيرة وصغيرة لينتزع الحقوق من اؤلئك الذين يعملون في كل سانحة على تجفيف منابع الدولة حتى لا تستفيد الغالبية العظمى من أبناء الوطن .