الريادة

هل من سبيل لحدوث اصطفاف للقوة الواعية لإنقاذ الوطن ؟!!!/  التراد بن سيدى

إن تجربة  الـــ60 سنة منذ الاستقلال اثبتت عدم قدرة  جميع السلط  والانظمة  التي  تناوبت على القيادة و تداولت  حكم  البلد على  تطوير  الرؤى  وتنمية وعي  المجتمع ،وتغيير عقلياته التي تخدم الوحدة والمساواة  لتهيئة المجتمع وتعبئة كل مكوناته ودمج مختلف شرائحه في شريحة واحدة متفاهمة ومتعاونة تشترك في مهام ومفاهيم البناء والتطوير والحماية والصون لوطن الجميع والذي بعمل الجميع  واستخدامهم  لمختلف الوسائل وتفجيرهم  كل الطاقات الكامنة في إنسان هذه البلاد  بجميع مكوناته فلو استطاعت قيادات البلاد تهيئة ظروف تمكن الجميع من المشاركة بكامل قوتهم و طاقاتهم وإمكانياتهم في اعمال تنموية مفيدة تمكن من استغلال الطبيعة بكل مكوناتها من ثروات حيوانية ونبات ،ومعادن ،وثروات سمكية ،مما قد يمكن  من تغيير وجه البلاد وتوفير شروط الحياة المناسبة لشعبها..

إن عجز جميع من تناوبوا على السلطة في عقلنة المجتمع  وترشيد سلوكه  وتوحيده  وتعبئته واستخدام كل طاقاته وإمكانياته للاستفادة القصوى من ثرواته المبثوثة على وجه الارض من حيوانات كثيرة  ووحوش وطيور كانت ايضا كثيرة قبل ان نبيدها ويكمل عملنا الجفاف ،  ومن اراض زراعية تبلغ مئات آلاف الهكتارات، وغابات كثيفة  واودية وارفة، ،ومن شواطئ في الأطلسي غنية جدا بثروات سمكية لا يوجد مثلها عند غير هذه البلاد ، وثروات معدنية متنوعة يندر وجود مثال لها في النوع والكم ،إن فشل انظمة البلاد التي تداولت  على  الحكم  في  تغيير  العقليات  والسلوكيات وفي    مهام  البناء  جعل المشاكل  الناجمة عن ضعف الوحدة بين المكونات و استمرار الفقر والجهل وتوسعهما وتفشى الأمراض..

لقد  ترتبت على زمن العجز الطويل  عن  تطوير المجتمع وتنمية البلاد  استمرار نشوء وتطور و تراكم المشاكل وتعقدها حتى  بلغت مابلغته اليوم ،فصار كل تأجيل  لبدئ مواجهة المشكلات وعلاجها  وكل تسويف او تهاون بشأنها  يشكل المزيد، من الخطر  على البلاد ،ولان الموجودين الآن في السلطة  عندنا لاي ظهرون انهم أدركوا حقيقة المشكلات  والخطر المترتب على عدم علاجها ،فهم  بكل بساطة يمارسون  براحة واطمئنان سياسة اسلافهم من الحكام الذين  تركوا المشكلات تتراكم وتتطور وظلوا يسيرون سياسة الحكم  يوما بيوم ،لا يغيرون عقلا ولا تعنيهم سلوكيات ولا يبرمجون جهودا تنموية ولا بخططون  بدقة ،إنهم يسيرون الامور بوصفها أمورا طبيعية وجدوها في المجتمع وسيتركونها فيه ،واكثر ما يمكن عمله لها هو ترقيع بعض الخروقات ، وبذل بعض الفعاليات والنشاطات الوقتية والمحدودة  بعض التعيينات من المكونات  التي تشتكى من التهميش  وتقديم بعض الصدقات والهبات لبعض الفقراء ،إنها امور توضح عدم إدراك هؤلاء الحكام لحقيقة مشاكل الواقع التي لا يفيد فيها إلا العمل الشامل والعميق !!!

إن البلاد اليوم  تفتقر بل إنها في أشد الحاجة لعقول  ولرؤى وبرامج شاملة تغير العقليات وتعالج عدم الانسجام والوئام بين المكونات المجتمعية  ،وتوقف كل اساليب الفساد وسوء التسيير و مظاهر الفوضى الضاربة بأطنابها في كل مناح الحياة. وهذا لا يمكن وجوده إلا إذا اتفقت القوة الواعية لتدارك الواقع وبدء علاج  المشكلات  والاتفاق على  برنامج عمل  علمي يتضمن  البدأ بتوعية الشعب وتعبئته وقيادته ، ونشر البرامج الإصلاحية المطلوبة وجعل الشعب يدعمها و منها ترشيح مرشح  يؤمن بالتجديد والعمل لا نتخابه، فمالم يتم ذلك الذي لن يتم إلا باصطفاف القوة الوطنية وتعاونها فإن التغيير لن يحدث وإذا لم يحدث التغيير واستمر الوضع بالحالة التى هو عليها اليوم فإنه ستكون أمامنا ايام صعبة علينا ان نبتهل إلى الله أن لا تتضمن ذلك الذي يخشاه الواعون!!!

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية