الريادة/ انتهى المؤتمر الصحفي للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في وقت متأخر من ليلة البارحة، وحمل معه الكثير من الرسائل والدلالات المستخلصة، بعضها أراد الرجل تمريره لأطراف متعددة، أما البعض الآخر فتمت قراءته بشكل واضح مما جرى خلف الكواليس أو من حيثيات المؤتمر الصحفي.
حاول ولد عبد العزيز استعطاف المواطنين البسطاء و استدرار عطفهم بعد اتفاق أطراف في الموالاة والمعارضة على ضرورة محاسبته وفتح تحقيق في مصادر أمواله، فرفض الإجابة أكثر من مرة عن أسئلة باللغة الفرنسية و علل ذلك بكونه يخاطب المواطنين البسطاء و لن يجيب إلا باللهجة الحسانية، وهي من جهة أخرى رسالة إلى ولد غزواني الذي كانت أولى خرجاته الإعلامية لجريدة فرنسية.
لكن ولد عبد العزيز وقع عن غير قصد في خطأ شنيع حين رفض الكلام بغير اللهجة الحسانية فالمواطنون المتكلمون باللهجات الوطنية الأخرى لهم أيضا الحق في أن يعرفوا الحقيقة الغائبة في خلاف الرجلين الصديقين الخصمين .
ظهر ولد عبد العزيز في موقف الضعيف الذي لا يملك من الأمر شيئا وهو الأمر الذي لم يكن يعلمه الكثيرون والذين كانوا يترقبون المؤتمر الصحفي لمعرفة ردة فعله على الأحداث الماضية، لكن تأكدأن الرئيس السابق لم يعد يملك من الأمر شيئا سوى استعطاف المواطنين البسطاء تارة، واستعطاف ومهاجمة ولد غزواني باسم الديموقراطية تارة أخرى.
جاء المؤتمر الصحفي بنتائج عكسية حين تأخر ساعات عن وقته المخصص له، كما أن استعراض ولد العزيز للمضايقات التي تعرض لها مثل رفض فنادق و قنوات التجاوب معه إلى غير ذلك من المضايقات التي تحدث عنها هي أمور ليست من طبيعة الرئيس السابق المتعالية وقد شكلت وضعا للنقاط على الحروف فيما يخص حجم الرئيس الحقيقي في اللعبة السياسية اليوم.
كما أن كلام سيدنا عالي ولد محمد خونا هو الآخر صب في نفس الاتجاه فما الفائدة من الإتيان بولد محمد خونا و جلوسه إلى يسار ولد عبد العزيز ليقول أن كل ما قام به أعضاء اللجنة أمور غير قانونية لكنه لن يقف في وجهها.
إن كل النتائج التي أسفر عنها مؤتمر ولد عبد العزيز كانت سلبية و أظهرت الرجل في موقف المتفرج على الساحة السياسية والذي لا يملك سوى التعليق والتحليل.