الريادة

من غرائبنا امتناع جزء من مكون البيظان عن الأعمال اليدوية !!!

التراد ولد سيدي
التراد ولد سيدي

لدينا الكثير من الأمور الغريبة نتيجة أفكار وعقلية متخلفة تأبى التزحزح أو الأختفاء من هذه الأمور مسألة امتناع أبناء المكون العربي ذا اللون الفاتح أي “البيظان” عن ممارسة أكثر الأعمال التي تحتاجها الحياة،كأعمال البناء والصباغة وتمديدات الماء واسلاك الكهرباء ومكانيكا السيارات والسباكة وعشرات المهن، والأشغال اليدوية المدرة للدخل ،والمتوفرة بكثرة في المدن والأرياف .!!
إن امتناع شباب فقراء البيظان عن أعمال تدر عليهم دخولا معتبرة بحجة أنها لاتناسب مكانتهم تصرف غبي لايمكن تصور وجوده في مجتمع يدعي الاتصاف بالعقل والفطنة .
ومن غرائب الأمور أن شباب البيظان يكاد يهاجر كله بحثا عن رزق في إفريقيا ونحو الخليج وأوروبا وإمريكا يتعرضون لكل المخاطر ولايفكرون مطلقا في أعمال كثيرة في بلدهم تغنيهم وتبقيهم مع ذويهم وفي محيطهم، ولايهتم أحد منهم بأنهم تركوا أعمالا تدر الملايير يجنيها ويتمتع بها إخوتهم من دول الجوار بلا منافس أو مزاحم ، إلا مايقوم به مكون لحراطين من العرب سمر البشرة ، فلولا هذا المكون لصار بلدنا يعتبر كأنه بلا سكان ،ورغم الدور المتميز للحراطين فإن البعض يمتنع عن الإعتراف لهم بما لم يكن لسواهم ؛ فهذا المكون الذي يمثل الفعالية والواقعية والوطنية يستحق مكانة متقدمة في الهرم الاجتماعي، يستحقون ذلك بخصائصهم المتميزة ونبلهم وفائدتهم .
هذه الأمور التي تشل حركتنا وتحد من قدراتنا و السائدة اليوم في مجتمعنا سيجري في المستقبل دراسة وتحليل مستفيض لأسبابها وتأثيراتها المدمرة ولأسباب قبول المجتمع كله بعقلائه الذين منهم “ديلول” و”الوالد” و”أحميت” و”أعل ولد محمد محمود”والشيخ محمد المامي “” وسدوم بن انجرتو” وعلمائه الأفذاذ ومنهم “سيدى عبد الله ولد الحاج ابراهيم” ومحمد الامين بن التلاميد” و”محمد الأمين بن اخطور( آب)”والشيخ سيد المختار” والشيخ سيديا” والشيخ محمد المامي” ومحمد يحيى الولاتي” والشيخ المحفوظ بن بي”وبداه بن البصيرى” ومحمد سالم بن عدود” ومحمد مولود”( آد) وعشرات ومئات الأفذاذ غيرهم غفر الله لهم جميعا ونفعنا بفضلهم وبركتهم ،ومن الأحياء الذين لايقلون علما وتبحرا في مختلف المعارف منهم “عبد الله بن بي” ومحمد الحسن بن الددو” وزملاؤهم كثيرون أطال الله في أعمارهم ونفع بهم الأمة ..!!
كيف أمكن لكل هؤلاء أن لا يحولوا بين مجتمعهم والتحلي بهذا المستوى من الغرابة إن لم نقل من الغباوة؟ كيف يكون مجتمعنا بهذا الوضع السخيف الذي لايشترك فيه مع أحد من بلاد الله في بلاد العرب الناس جميعا يشتغلون ويتوزعون على مختلف الأشغال والمهام والمهن وفي بلادنا الإفريقية الأمر كذلك وجميع المجتمعات الإسلامية امتهان المهن شرف وكثير من العلماء الذين حفظوا لنا السنة ومختلف العلوم يتسمون بمهنهم ،فكيف قبلنا أن يسود عندنا هذا السلوك الشائن؟ وكيف سكت كل عقلاؤنا وعلمائنا وتركوا الأمور تسير في هذا المنوال الذي يوحي للبسطاء عندما لايرون تدخلا من عاقل أو عالم بأن هذا السلوك قد ينسجم مع العقل أوالشرع!!؟

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية