الريادة

بين يدي هذه المقالات الكاشفة/ د. الخليل النحوي

د. الخليل النحوي

شرفني الأخ الكاتب الأستاذ باباه التراد بإطْلاعي على عمله هذا قبل أن يضعه مشاعا بين أيدي القراء ورغّب إلي مشكورا في ألا أكون مجرد قارئ. وبالرغم من زحمة الشواغل الصارفة، حرصت على أن أقرأ ما تيسر من هذا العمل وأن أقترب عبره من أخ كريم، صاحب يراع وهَمّ، كانت جلُّ مصافحاتي له على ندرتها – وآسف لذلك – مصافحات عن بعد.
 
سمح لي هذا العمل بأن أجلس بعض الوقت إلى الأستاذ باباه التراد وأحاوره بصمت وأستطلع جوانب من شخصيته تقدمها أفكاره ومواقفه وأسلوبه أفضل مما تقدمها سيرة ذاتية وأفضل مما يمكن أن تقدمها عِشرة سطحية تتلامس فيها الأشباح في غفلة من الأرواح.
 
لمحت الأستاذ باباه في مصافحتي له هذه وهو يضرب في أودية الثقافة، شرقيها وغربيها، تالدها وطارفها، بما أهَّلَه له الجمعُ في تكوينه بين الرافد المحضري والرافد النظامي الحديث.فكتاباته تنضح بخبرات متنوعة، فيها من الفقه وأصوله ومن القانون ومن الفكر والسياسة وغيرها، وهي سيب قلم يحمل هَمًّا ويستبطن قضية أو أخرى من قضايا الوطن والمجتمع والأمة ومن قضايا الإنسانية.
 
وقد كنت أزمعت أن أتنكب الوقوف عند ما في هذا المجموع من محطات سياسية عابرة تحكمها ظروفها واجتهادات أصحابها، وهي مجال رحب للاتفاق والاختلاف، لكي أنصرف إلى محطات فكرية أساسية تجمع بين تجلية جوانب من شخصية الكاتب وإثارة قضايا ذات أهمية غير ظرفية عابرة.وارتأيت تبعا لذلك أن أنأى عن التطرق إلى ما تطرق إليه الكاتب من مواقف وآراء ومعلومات تتعلق بالأشخاص، وقد تناول منهم في ثنايا عمله عددا مُهِمًّا، لكنني بعد سبْح سريع في صفحات الكتاب، وجدتني منساقا إلى استئذان الكاتب في وقفات سريعة مع بعض أولئك الذين عرفتهم عن كثب ولم تَرِدْ لي في ثنايا الكتاب شهاداتٌ بحقهم، فأردت من باب الإنصاف وإكمال جوانب من الصورة أن أُدَوِّن هوامش في حق بعض هؤلاء.
 
لقد كانت لي صلة وثيقة بالأديب والإعلامي الكبير الراحل فاضل أمين، وكان آخر عهدي به يوم عرض عليَّ النسخةَ الأولى من قصيدته الْمُكَبِّرة:
اسمع أخي سأقص عما قد جرى…
وقد اتُّهِمْتُ يومذاك بأنني صاحبها فنَفَيْتُ صادقا وعصمني الله أن أَشِيَ به والحال أنها كانت، ومنشورا وُزِّعَ في الأيام ذاتها بتوقيع “أحرار موريتانيا”، من محاور التحقيق الدقيق في لحظات حرجة، لعل من عذر أولياء الشأن فيها يومئذ، أنها كانت لحظات خوف وهلع من الفكر والكتابة أو من بعضهما. ثم كنت بعد ذلك بأكثر من سنة، شاهد عيان حين نطقت المحكمة العسكرية بالحكم على الشاعر فاضل أمين بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ والحال أنه كان يومئذ قد غادر هذه الدار الفانية التي ودعها ولسانه لا يفتر عن تلاوة القرآن، كما حدثني بذلك الشقيق الأكبر الراحل الدكتور محمدٍ النحوي الذي كان يمارضه في دكار رحمهما الله رحمة واسعة.
 
وقد تحدث الكاتب عن الرئيس الراحل المختار بن داداه رحمه الله ــــ ولا أزعم أنني عرفته عن قرب لكنني تابعت من موقع مهني وسياسي سنوات حكمه الأخيرةــــ وقد وجدت  الكاتب يعرج عرضا على بعض ما أنجز فيها من مكاسب وقَطَعَ فيها من خطوات على طريق تدعيم استقلال البلاد ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، وهي خطوات جاءت متأخرة بعض الشيء ووافق ميقاتُها تقريبا ما ورد في “رحلة مع الحياة” للعلامة الشيخ الدكتور محمد المختار اباه، مما يشي بأن للرئيس الراحل أفكارا كان يتحين الفرصة بتؤدة للانعتاق بها من أَسْرِ التركة “الاستعمارية” (بالاصطلاح السائد غير السديد). لقد سأل العلامة محمد المختار الرئيسَ المختار عن مهلة الانتظار اللازمة لتحقيق ذلك الهدف فتحدث إليه عن خمس عشرة سنة، كما جاء في الكتاب، وهي تقريبا المدة التي انطلق فيها المسار الجِدِّيُّ للاستقلال الثقافي ثم النقديوالاقتصادي، ذلك المسار الذي أحدث به الرئيس الراحل منعرجا بالغ الأهمية يحسن أن يحسب له.
 
ومن جيل الراحِلِين، هناك أيضا الرئيس سيدي محمد بن الشيخ عبد الله رحمه الله. لقد عرفته عن كثب وعملت معه وأجد من واجبي أن أسجل شهادة تسهم في رفع الالتباس الذي حصل لدى بعضنا حول عدم وفائه بما وعد به من قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني. كانت تلك العِدة محل حديث بيني وبينه في لقاء منفرد ذات ليلة في منزله، قبل أن ألتحق به للعمل معه في قوسٍ زمني كنت أتوقع أن يكون قصيرا، وكذلك كان.
في ذلك اللقاء، وفي مناسبات لاحقة، طمأنني إلى أنه حريص على الوفاء بوعده ووجدته قد شرع بجدٍّ في مقدمات كان يراها – دون أن يعلن ذلك – ممهدات ضرورية لاتخاذ ذلك القرار، وقرارات أخرى أساسية. كان هدفه أن يسحب ذرائع المتاجرة ببعض الملفات أو استغلالها من طرف بعض القوى الخارجية للإضرار ببلادنا.
 
 وكنت أتوقع شخصيا، في ضوء معلومات ومؤشرات التقطتها من قرب، أن يكون ذلك في شهر ديسمبر 2008 أو قريبا منه، لارتباط ذلك التاريخ بما كان يُتَوَقَّعُ من طي بعض الملفات السياسية الحرجة الموروثة. كانت تلك مهلة انتظار طويلة في نظري، وفي نظر آخرين، لكنها كانت ضرورية في نظر الرئيس لتأمين قراراته، وربما كان لديه من المعطيات في ذلك الشأن ما لم يكن لدينا، وقد حضرته يحدِّث رئيس دولة شقيقة فمثَّل حالته إزاء تلك العلاقات بحال من وجد نفسه حبيس شجرة شائكة سقطت عليه ولا مناص له ـــ والحال هذه ــــ من السعي بكل ما أوتي من قوة للتخلص من تلك الشجرة، لكنه سيسعى ضرورة للخروج بأقل الأضرار والجراح الممكنة وهذا ما قد يتطلب منه هامش وقت. وأتذكر أنه حين تعين علي بمقتضى الوظيفة، وللمرة الوحيدة، حضور حفل رفع العلم في ذكرى الاستقلال الوطني (28 نوفمبر 2007) عمدت إلى شارة قبة الصخرة التي ترمز عند الناس إلى المسجد الأقصى، فأثبتها على ظاهر سترتي خشية أن أصادف السفير الصهيوني فيمد لي يده وأصافحه دون معرفة به. كنت أتوقع أن يجتنب مقابلتي عندما يرى الشارة، وكان الرئيس سيدي محمد يرى صنيعي ويقره، وأظن أن السفير المذكور لم يحضر وفي كل الأحوال لم ألتق به حمدا لله. وأذكر في تلك المرحلة أن الرئيس سيدي محمد تلقى رسالة مكتوبة من الرئيس الصهيوني شمعون بيريز، وبالرغم من أنني غير مكلف رسميا بالملف الدبلوماسي فقد حول إلي الرئيس الرسالة دون تعليمات واعتبرت أنه يفوض إلي بذلك القرار بشأنها فقررت دون الرجوع إليه طمرها في الدرج وعدم الرد عليها، وكان عدم سؤاله عنها، خلافا لعادته في المتابعة، دليل رضى عن ذلك التصرف. وبناء على ما تقدم، فإنني أجزم بأن بذرة قرارِ قطعِ تلك العلاقات غير السوية كانت موجودة في عهد الرئيس سيدي محمد وكانت وشيكة الإنبات لولا أن عاجله الانقلابكما أعجله عن مشروعات كثيرة وكبيرة كان يعمل عليها وحكومته ومعاونوه بصمت. أقول ذلك أداء للأمانة وإنصافا للرئيس الراحل ودون أن أغمط أي مسعى آخر كانت نتيجته قطع تلك العلاقات بحمد الله.
 
أما من جيل الأحياء، فأود أيضا أن أسجل، من جانبي، شهادة تقدير تجاه رجل الدولة الأستاذ أحمد سيدي بابا مد الله في أيامه. لقد عرفته عن كثب وعملت معه وشهدت من اهتمامه بالاستقلال الثقافي لموريتانيا وعنايته بالتأصيل الحضاري ما شهده آخرون. مما يتقاطع في جوانب واسعة منه موقفُه الفكري والموقفَ الفكري للسياسي الكبير الراحل محمد يحظيه بريد الليل رحمه الله.
 
نعم، قد تُغَيِّبُ بعضَ زوايا الاتفاق تلك سحابةُ اختلاف في جوانب من الرأي أو الرؤية، تشكلت في مرحلة عانت فيها بعض أطياف المشهد السياسي سوءَ الفهم، بل ومن التنكيل، وسادت فيها ثقافةُ المفاصلة السياسية بين فرقاء من حقهم – والجوامع أكثر بكثير من الموانع – أن يكونوا شركاء. لكن الْبَرَمَ بما وقع من ذلك لا ينبغي، أحرى مع النظر بهامشِ رؤيةٍ أوسعَ أن يحجب زوايا حَرِيَّةً بالتقدير، منها ما كان للأستاذ أحمد سيدي بابا من عطاء في مسار السيادة الثقافية للبلد. لقد تأسست في عهد هذا الوزير المثقف والسياسي والوجه الوطني الكبير المكتبةُ الوطنية وصحيفةُ الشعب، أول يومية في البلاد، ووكالةُ الأنباء الموريتانية والمعهدُ الموريتاني للبحث العلمي، واشتد عود الإذاعة الوطنية باتساع فترة بثها وامتداد رقعته الجغرافية، كل ذلك في مناخ من السعي الجاد لتحقيق الاستقلال والسيادة الثقافيين، وهذا بعض ما وددت أن يذكر له فيشكر.
ولعلي أواصل في هذا المسار، الذي كنت لأول مصافحة للكتاب قد أزمعت مجافاته، مسار الحديث عن الأشخاص الذين استضافهم، لكن الشخص الذي أريد أن أقف عنده هذه المرة إنما هو الكاتب نفسه، كما يقدمه عمله هذا، من خلال مواقف فكرية غير محصورة في الموقف من حدث سياسي آني.
 
يكشف هذا العمل عن حس ديني نشط لدى الكاتب لا تخطئه عين القارئ من أول سطر في مقدمته، حيث اختار لها براعة استهلال الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاْ). (71)
تكشف هذه الديباجة القرآنية، ولأول وهلة، حضور البعد الديني في شخصية الكاتب، وهي تشعرنا بأنه استصحب نية القول السديد في عمله، وما أحوج كل كاتب، في زمن “الإعلام السيار”و”ثورة المعلومات” و”فورة” الصفحات الاجتماعية، إلى استحضار هذه النية واستصحابها في كل ما يكتب.
 
على أن هذا الوعي الديني لا يفتأ يتكشف بين الفينة والفينة في طياتالعمل، من خلال الإحالات التي تنم بثقافة أصولية (نسبة إلى أصول الفقه)، مضافة إلى ما يطرِّز متنَ هذا العمل من الاستشهادات القرآنية والنبوية ومن مأثور حكمة السلف، كما يتكشف ذلك الحسُّ الديني النشط من خلال ربط الكاتب بين بعض وقائع العصر وبين الحروب الصليبية، وسعيه في التأصيل الشرعي لمحاربة الفساد السياسي والإداري، ودفاعه عن بعض المدارس الروحية (الطريقة القادرية)، وربطه بين السعي إلى ﻫﺪﻡﺍﻟﻘﻤﻢ ‏والسعي ﺇﻟﻰﻫﺪﻡﺍﻟﺪﻳﻦ، وانتفاضه ضد “ملحمة التهييج ضد الإسلام” مشيرا إلى تصريحات وأحداث وقعت في فرنسا [وفي غير فرنسا].
 
وفي انسجام مع ذلك الهاجس الإيماني، يبدو الكاتب مسكونا بهموم وطنه وأمته، كما تكشف ذلك – على سبيل المثال – مرافعاته المدعمة من أجل التأمين الصحي للوالدين والعناية بذوي الإعاقة والاهتمام بالجاليات المغتربة والدعوة إلى بناء دولة رعاية اجتماعية تتدخل بالوجه المناسب لتخفيف معاناة الناس أحرى في ظل الجوائح وما جرى مجراها مثل: وباء الكوفيد.
 
وتكبر هموم الكاتب وتتسع باتساع خريطة الأمة زمانا ومكانا فنجده يربط بين الماضي والحاضر في قراءة أحداث تاريخية يرى بينها خيطا ناظما هو السعي لتوهين الأمة ووضع اليد على مقوماتها الاقتصادية وإعاقة انبعاثهاوإقلاعها الحضاري.
 
ويستأثر المشغل الثقافي بحيز مهم في مقالات الكاتب، وهو عنده مشغل هوية في المقام الأول، هوية صاغتها المحضرة. فهوية البلد هبة المحضرةـــ كما يقول ــــــ ولا انفكاك عنده في هذا السياق بين الهوية وبين اللغة. فالكلمات – كما يقول – لا تتيح قول كل شيء لكنها تظل مشحونة بمجموع ما لا يمكن قوله وهو مجموع مقترن بها (أي باللغة). ويستشهد الكاتب بقول الفيلسوف الألماني هيدجر (ت. 1889م): “إن لغتي هي مسكني، هي موطني ومستقري، هي حدود عالمي الحميم ومعالمه وتضاريسه ومن نوافذها ومن خلال عيونها أنظر إلى بقية أرجاء الكون الواسع”، ثم يستدعي طه حسين ليدلي برأيه: “إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً”، ويمضي صعدا في التأصيل مستدعيا مقولة الخليفة الفاروق: “تعلموا العربيةَ فإنها من دينكم “.
 
وغير بعيد من مشغل اللغة والهوية، يثير الكاتب مشكلة المصطلح متسائلا:”إلى متى نبقى نَصِفُ حالنا بمفردات خصومنا؟” وهو تساؤل وارد مشروع تماما كما أن علاقة اللغة بالهوية تظل علاقة عضوية، لا منافاة ولا منافرة بينها وبين الاغتناء بالتعدد اللغوي، وقد نال نصيبا من نظر الكاتب.
 
وحين يتعلق الأمر باللغة العربية خاصة، تنداح مساحة الهوية وتتوطد عراها، فالعربية منذ أن نزلت بها الرسالة الخاتمة، لم تعد لغة سلالة بل أصبحت لغة رسالة، وقد جاءت هذه الرسالة مشحونة بالقيم الإنسانية الناظمة، ولنتذكر ما ورد في الأثر: “ليست العربية من أحدكم بأم ولا بأب، إنما العربية اللسان، من تكلم العربية فهو عربي”. إنها لغة تمنح هوية لا يطغى فيها البعد القومي على البعد الإنساني، هوية الرسالة الخاتمة التي هي رسالة للناس كافة. ولعل في مقولة أخرى من مقولات الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “تعلموا العربية فإنها تثبت العقل ‌وتزيد ‌فِي ‌المروءة” ما يحيل على ذلك البعد المنفتح، فللمروءة هنا علاقة حميمة ب”المرء”/ الإنسان، واللغة العربية، من هذا الوجه، ترتقي بأهلها، أيا كانت أعراقهم، في معارج الإنسانية.
 
وإذا كانت اللغة مقوما مركزيا من مقومات الهوية، فإنه من حق الكاتب أن يجزم بأنه “لا استقلال في ظل الاستعمار اللغوي” إذ لا هوية لمجتمع ليست له لغة تُجَلِّي ذاته وتجمع شتاته.
وتشكل محطة اللغة محطة عناق بين المشغل الثقافي والمشغل التربوي عند الكاتب. وهو في هذا المشغل يشكو – وحق له – من ضعف مُعامِل التربية الإسلاميةوضآلة الوقت المخصص لها في الامتحانات الوطنية، خاصة امتحان الثانوية العامة، ويجزم بأن “أزمتنا أزمة تربية في المقام الأول”. ثم نجده أيضا يدق ناقوس الخطر بسبب تراجع مكانة الرياضيات في التعليم ويدعو إلى ما يدعو إليه المصلحون من إصلاح النظام التربوي المأزوم.
وفي المشغل السياسي متعدد الأبعاد، تستوقفني، من بين أمور أخرى، دعوة الكاتب إلى التقيد بآداب الاختلاف فإن “الاختلاف في وجهات النظر حول بعض القضايا الوطنية [والأمر يصدق على قضايا أخرى غير محلية] ينبغي أن لا يخضع لمفهوم إقصائي يعتمد “إما معي وإما ضدي”،  بل يجب أن تحكمه ضوابط وقواعد وأصول وآداب تحفظه من الشطط والفوضى وعلل النفوس والطواف حول الذات، فلا يجوز أبدا أن يؤدي أي اجتهاد يهدف إلى خدمة الوطن والمواطنين إلى تباغض أو تدابر أو تقاطع لأن أخوة الدين والانتماء للوطن الواحد وصفاء القلوب قد تسمو بالجميع فوق الخلافات الجزئية”.
 
بهذا الاستشهاد من كلام الكاتب وبتصرف بالغ الضآلة أختم هذه الإطلالة على مضمون هذه المقالات الكاشفة التي يتطلب استكشافها قراءة متأنية لا أدعي أنني حظيت بها بعد، وأحسب أن القارئ واجد في هذه “المقالات الكاشفة” ما يستحق الاستكشاف، أيا كانت دوائر الاتفاق، وأحسبها واسعة، وأيا كانت هوامش الاختلاف، ولعلها ضيقة محدودة.
(وَٱللَّهُ یَقُولُ ٱلحَقَّ وَهُوَ یَهدِی ٱلسَّبِیلَ).
 
مكة المكرمة في 28 رمضان 1443ه

  • 29 نيسان 2022م

أخبار ذات صلة

تيار الاحياء انتزاع للبقاء وجسر للنهوض/ بقلم باباه ولد التراد

Bilal Aly

مشاركة البعث في اللعبة الانتخابية تنسيق مقصود وعمل بالمتاح/باباه ولد التراد

Bilal Aly

خطاب الرئيس بين”اليد الخفية”و”الدولة المتدخلة”/باباه ولد التراد

Bilal Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية