عواصم- قالت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أمس 27 شباط، إن وزارة الخارجية السورية وجهت رسالة إلى الأمم المتحدة، قالت فيها إن التحالف الدولي يقوض سيادة ووحدة أراضيها، وطالبت المنظمة الأممية بإنهاء الوجود الأمريكي غير الشرعي على أراضيها، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا».
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين: «التحالف الدولي يستمر في ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري ويدعم بقايا تنظيم داعش الإرهابي بالعمل على إعادة هيكلتهم في إطار الميليشيات الانفصالية العميلة لواشنطن»، مضيفة: «هذا الأمر يؤكد أن الهدف الوحيد لهذا التحالف المارق هو تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي سوريا وإطالة أمد الأزمة فيها».
في سياق متصل أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن بلاده قد تشارك في الضربات العسكرية الأميركية ضد القوات السورية إذا ظهر دليل يثبت استخدام أسلحة كيمياوية ضد المدنيين.
وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية «إذا علمنا أن هذا حدث واستطعنا إثباته وإذا كان هناك اقتراح بالتحرك في وضع يمكن للمملكة المتحدة أن تفيد فيه فأعتقد أننا سنبحث الأمر بجدية».
وصرحت مصادر دبلوماسية لرويترز أن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية تحقق في هجمات وقعت في الآونة الأخيرة في الغوطة الشرقية المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية لتحديد ما إن كانت أسلحة محظورة قد استخدمت.
إلى ذلك، لم تمض ساعات قليلة على دخول هدنة الساعات الخمس التي أقرتها روسيا حيز التنفيذ صباح امس، حتى أفاد ناشطون سوريون بمقتل مدنيين اثنين إثر قصف ممر لخروج المدنيين العالقين في الغوطة الشرقية.
في حين نقلت وكالة تاس للأنباء عن الجيش الروسي اتهامه لمقاتلي المعارضة السورية في الغوطة الشرقية بإمطار ممر إنساني بقذائف المورتر.
وأضاف الجيش أنه لم يتمكن مدني واحد من المغادرة عبر الممر الذي يهدف إلى السماح للمدنيين بالخروج من منطقة الصراع.
من جانبه حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان من تحول الحرب في سوريا إلى صراع إقليمي، داعياً إلى وضع آلية لمراقبة الهدنة.
وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك من موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن روسيا وحدها القادرة على الضغط على دمشق لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2401 حول الهدنة في سوريا.
وكشف أن ثلاثًا من جماعات المعارضة لمحت إلى اعتزامها الالتزام بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية
كما شدد على ضرورة فتح معابر إنسانية فورا في الغوطة المحاصرة منذ سنوات من قبل دمشق، والتي شهدت منذ أكثر من 10 أياماً قصفاً متواصلاً أودى بحياة أكثر من 500 شخص. وأضاف:» يجب تنفيذ مرحلة أولى في الغوطة لإجلاء الأطفال والجرحى»
وطالب بوضع آلية لمراقبة وقف إطلاق النار لتقييم مواقف كل الأطراف في الغوطة الشرقية.
من جهته، نصح لافروف الفرنسيين بمعرفة ما يجري في الغوطة، قائلاً:» لافروف: ننصح الفرنسيين بمعرفة الحقيقة بشأن ما يجري في الغوطة»، في حين دعا الفصائل السورية إلى تطبيق الهدنة، بعد أن كانت روسيا اتهمتها في وقت سابق الثلاثاء بقصف ممر لخروج المدنيين من الغوطة.
واعتبر أن القرار الدولي لا يسمح بإخراج المدنيين من الغوطة.
وقال لافروف، خلال المؤتمر الصحفي «للأسف لا نعرف كيف هي الأمور في الرقة، التي حررها التحالف».
وأضاف «وفقا لبياناتنا، هناك جثث مرمية في الشوارع ولا أحد يزيلها. اقترحنا أن ترسل الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر بعثة لمعرفة ما يحدث في الرقة وما هو الوضع الإنساني بها. وهذا يتطابق بشكل تام مع قرار 2401 الداعي لحل المشاكل الإنسانية في جميع أراضي سوريا».
وأضاف: «إن القرار 2401 يجب تنفيذه للتوصل للاتفاق على الأرض… ونحن سنتأكد من الناحية العملية من مدى التطابق بين تأكيدات الفصائل المسلحة غير الشرعية الثلاثة، التي تدعي فك الارتباط بـ «جبهة النصرة» في الغوطة الشرقية، بشأن استعدادها لتنفيذ القرار 2401، وبين نواياها الحقيقية». كما المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن أسف موسكو إزاء تجاهل عدد من الدول لتجاوزات الإرهابيين في الغوطة الشرقية.
من ناحيتها طالبت واشنطن موسكو أن تستخدم «نفوذها» على دمشق لكي توقف «فورا» هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة والتي تتعرض منذ أيام عديدة لقصف عنيف على الرغم من إصدار مجلس الأمن الدولي السبت قرارا يطلب وقفا فوريا لاطلاق النار في سوريا لمدة شهر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت في بيان ان «النظام السوري وداعميه الروس والايرانيين يواصلون الهجوم على الغوطة الشرقية، وهي ضاحية لدمشق مكتظة بالسكان، وذلك على الرغم من النداء الذي وجهه مجلس الأمن الدولي لوقف اطلاق النار».
من زاوية أخرى أفاد نشطاء ومصادر إعلامية بتجدد الاشتباكات بين قوات موالية للحكومة السورية و»قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في ريف دير الزور الشمالي الشرقي.
وقالت مصادر أن هذا التطور دفع التحالف الدولي بقيادة واشنطن إلى حماية حليفه، حيث نفذت مقاتلات أمريكية غارات على القوات المتقدمة؛ ما أجبرها على التراجع عن النقاط المسيطر عليها.
الى ذلك أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة التزامها بإخراج مسلحي «هيئة تحرير الشام» التي تكون «جبهة النصرة» نواتها، من منطقة الغوطة الشرقية.
وتعهدت الفصائل في بيان مشترك لها بإخراج مسلحي «النصرة» وأفراد عائلاتهم من الغوطة الشرقية خلال 15 يوما «بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي»، حسبما نقلت وكالة «فرانس برس».
ووقع على البيان كل من «جيش الإسلام» و»أحرار الشام» و»فيلق الرحمن». وأرسلت الفصائل رسالة بهذا الخصوص إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.وكالات




