الريادة

موريتانيا تتريث بحسم موقفها من محادثات الصحراء

الريادة: عاد ملف الصحراء بقوة إلى الواجهة، مع رفض المتحدث باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ، إعطاء الجواب حول حضور موريتانيا من عدمه للمحادثات حول منطقة الصحراء التي دعا إليها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء هورست كوهلر في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل في جنيف السويسرية. وقال ولد الشيخ، في مؤتمر صحافي بنواكشوط، إنه “بالنسبة لما يتعلق بالرسالة من الأمم المتحدة حول مشكلة الصحراء، فستتم الإجابة عنها من الحكومة بالطرق المناسبة التي تختارها، وفي الوقت المناسب”.

وشكّلت طريقة رد المتحدث باسم حكومة موريتانيا على الموضوع تحفظاً واضحاً من الطرف الموريتاني على موقفه حتى الآن من حضور محادثات جنيف التي أعلن كل من المغرب و”جبهة البوليساريو” الموافقة على حضورها، بينما لا تزال الأمم المتحدة تنتظر رد الجانبين الموريتاني والجزائري بالقبول أو الرفض. وكان كوهلر قد وجّه الدعوات إلى الجهات المعنية لحضور مباحثات في جنيف يومي 5 و6 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ومنح الجميع حتى 20 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي للرد على تلك الدعوة.

في هذا الصدد، رأى رئيس تحرير وكالة الأخبار المستقلة بموريتانيا، أحمدو ولد محمد المصطفى، أن “ملف الصحراء من الملفات المقلقة بالنسبة للدبلوماسية الموريتانية، التي لم تنجح إلى الآن في بناء خط يجسّد الحياد الإيجابي الذي اعتمدته منذ عقود”. وأضاف في حديثٍ لـ “العربي الجديد”، أن “إحدى أبرز إشكاليات الدبلوماسية الموريتانية هو هذا التأرجح الدائم بين الجزائر والمغرب، والمرتبط بشكل مباشر بالموقف من ملف الصحراء”، معتبراً أن “قدر موريتانيا، لأسباب كثيرة، ليس أقلها تأثيراً التاريخ والجغرافيا والتداخل الشعبي، أن يكون دورها بارزاً في هذا الملف، وعليها أن تكون جزءاً من الحل، وأن تساهم في إزالة بعض العقبات التي تعترض هذا الملف، وتعيق حلّ هذا المشكل المزمن”.

وأضاف ولد محمد المصطفى أن “موريتانيا لم تعلن إلى الآن موقفها بشأن الدعوة التي وجهت إليها لحضور جنيف، وهذا التأخّر في الإجابة يلمح لحد ما إلى موقف الحرج الذي تستشعره الحكومة، وكذلك توجسها من التطورات اللاحقة للجلسة، وما يمكن أن تتركه من تأثير على علاقاتها مع البلدين الجارين”.

وأشار إلى أن “نواكشوط الآن في طور ترميم علاقاتها مع الرباط بعد سنوات من البرودة كادت خلالها السفارة الموريتانية هناك تخلو من الموظفين، كما أن علاقاتها مع الجزائر لم تخل هي الأخرى من مطبات وصلت إلى درجة تبادل البلدين طرد المستشار الأول من السفارتين، وكانت نواكشوط البادئة”.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية