الريادة

برلماني: حين تشارك المعارضة في الحكومة فإنها أصبحت جزءا من الأغلبية (مقابلة)

النائب البرلماني: اسغير ولد العتيق

الريادة ـ قال النائب البرلماني عن حزب التحالف الشعبي التقدمي أسغير ولد العتيق إن النواب على مستوى دائرة نواكشوط قاموا بتشكيل ثلاث مجموعات للتعبئة والتحسيس فيما لعبت قناة البرلمانية دورا بارزا في تغطية أنشطة الفرق البرلمانية الثلاثة التي ساهمت في التعبئة والتحسيس حول خطورة الجائحة وضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية المتبعة لمكافحة “كوفيد19”.

وأوضح ولد العتيق في مقابلة مع الريادة أن الحكومة كانت مرتبكة الىً حد كبير وكان ادائها ضعيفا جدا بحيث لم تستطع مواكبة الخطة التي رسمت وفق تعبيره.

وهذا نص المقابلة كاملة:

أهلا السيد النائب:

بداية كيف استقبلتم في الجمعية الوطنية جائحة كورونا، وكيف هي الاجراءات الاحترازية داخليا؟

استقبلنا هذه الجائحة كغيرنا من الموريتانيين بدهشة وحيرة كبيرتين ،وبدأنا في تطبيق الاجراءات الاحترازية بوصفها هي انجع وأسهل علاج وأقل تكلفة ،اصدر رئيس الجمعية الوطنية قرارات هامة بدأت بتقليص عدد العمال وتعليق بعض الأنشطة غير الضرورية ثم تقليص عدد النواب في الجلسات العلنية  واللجان المتخصصة إضافة لتوفير أدوات التعقيم وضرورة المحافظة على المسافة المحددة في كل الاجتماعات ،هذا علاوة على التشاور والتنسيق وتبادل المعلومات مع اللجان الوزارية التي أنشأت لمكافحة الجائحة

وقمنا على مستوى دائرة نواكشوط بتشكيل ثلاث مجموعات للتعبئة والتحسيس فيما لعبت قناة البرلمانية دورا بارزا في تغطية أنشطة الفرق البرلمانية المخصص لهذا الغرض وقد خصص رئيس الجمعية الوطنية في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الحالية حيزا كبيرا لهذه الجائحة ودعا لضرورة الالتزام بالإرشادات والتعليمات الطبية لتجنب تفشي الوباء .

طيب: كيف تقيم خطة الحكومة في مكافحة الجائحة، وحضور ومشاركة المحاضرة؟

كانت الحكومة مرتبكة الىً حد كبير وكان ادائها ضعيفا جدا بحيث لم تستطع مواكبة الخطة التي رسمت ،اغلقت الأسواق والمساجد وفرضت حظرا وقلصت عمال وموظفو الإدارات غير أنها لم تقدم بدائل لتعويض المواطنين عن الخسائر الناجمة عن إغلاق مصادر عيشهم من جهةومن ناحية أخرى تساعد في  تثبيت الناس في البيوت لمحاصرة الوباء والسيطرة عليه ثم إن منع الحكومة لدخول المواطنين العالقين على الحدود هو الذي شجع ما يطلقون عليه التسلل الذي أكدت المعطيات فيما بعد أن سبب تفشي الوباء راجع بالدرجة الأولى لدخول أشخاص بطرق ملتوية واختلاطهم بذويهم دون المرور بالإجراءات الصحية كالحجر والفحوص التي تجرى لكل قادم للتأكد من صحته وسلامته من الفيروس.

كان الإهمال سيد الموقف والى حد ما اللامبالاة والتفريط فلو أن الحكومة صاحبت الخطة التي رسمت في بداية ظهور الجائحة بعمل ملموس يشجع المواطنين على تطبيق الاجراءات الاحترازية لكانت النتيجة أحسن ،مثلا تقوم بتوزيع الأغذية تقوم بدعم ذوي الدخل المحدود ، تقوم بتحفيزات معتبرة للأطقم الطبية والأمنية والعسكرية ،تقوم  بإعفاء شامل لفواتير الماء والكهرباء ،تقوم بتسديد الإيجار عن اصحاب المتاجر والمحلات والإعفاء من الرسوم والضرائب لثلاثة اشهر ، تعطي شهر إضافي لكل العمال والموظفين ومع ذلك تقوم بتطبيق صارم للإجراءات التي اتخذت كباقي دول العالم عندئذ سيكون للخطة قيمة إيجابية والعكس.

بالعودة للبرلمان، ما موقفكم شخصيا من قانون النوع الأخير وهل ترى في حال أحيل للجمعية الوطنية أن يتم تعطيله؟

لم اطلع حتى الان على نسخته الجديدة ، ولكن في تقديري ان الحكومة ستكون قد صححت الأخطاء التي سبق وان رفض عليها القانون وعلى أية حال فان أي قانون مهما كانت أهميته ومكانة الحاجة إليه عندما يتعارض كله أو جله أو أي فقرة منه تعارضا صريحا مع الشريعة الإسلامية الصحيحة والثابتة في الكتاب والسنة لن اصوت عليه أنا شخصيا وسأقود حملة للتصويت برفضه

دخلتم البرلمان عن طريق حزب التحالف، ومؤخرا كثر الحديث عن مساعي داخلية لعرقلة مؤتمر الحز خوفا ـ حسب بعض الآراء ـ من نتائج بعينها، ماردك؟

نعم دخلت البرلمان تحت لون وشعار التحالف الشعبي التقدمي برئاسة الزعيم الخالد مسعود ولد بلخير ،ومازلت تحت نفس اللون وأسير على نفس الأهداف والمبادئ ،فعلا يشرفني أنني ممثل لهذا الحزب الذي يحمل مشروعا وطنيا كبيرا ،مشروع الوحدة على أساس العدل والمساواة والتوزيع العادل للثروة بين المواطنين

أما ما يخص المخاوف من نتائج بعينها فلا علم لي بها الزعيم مسعود واد بلخير نحن الاطر والمناضلون هم من اختاره رئيسا للحزب ومازلنا على نفس الخيار نتيجة للكثير والكثير جدا من الخصال والمؤهلات التي يتمتع بها الرجل علاوة على رسوخ قدمه في النضال أياما كان المناضل كالقابض وهو الوحيد الذي لا تمكن المزايدة عليه في هذا المنحى ،طبعا لتأخير المؤتمر أسباب نراها موضوعية وعندما تتاح الظروف سننظمه ولا نخاف أي شيء وسيكون كما أراد له مناضلوا  ومناضلات التحالف الشعبي التقدمي

وإن كانت ثمة عراقيل حالت دون انعقاد المؤتمر الوطني للحزب في وقته فذلك ليس عن قصد ولا عن نية مبيتة وإنما لظروف قاهرة فوق إرادة الجميع، نظم الحزب ثلاث مرات على ما اعتقد حملة انتساب وتنصيب الهياكل القاعدية وانتخاب المناديب وفجأة تأتي ظروف طارئة تستدعي تأجيل فيتم ذلك بالطرق القانونية والتنظيمية للحزب كان آخرها هو ظهور الكورونا بالتزامن مع الوقت الذي تم تحديده كموعد لانعقاده.

ليست هناك مخاوف من أي شيء فالكلمة للمؤتمرين من مناضلي ومناضلات الحزب وسيرى الكل انهم متماسكون وسيختارون قيادتهم بكل حرية.

ما هي رؤيتك أو تصورك لموريتانيا ما بعد “كورونا”؟

لا أدرى والله الحكومة الموريتانية من الصعب التنبؤ بمآلات الإستراتيجيات والخطط التي ترسم لتنفيذ سياستها العامة لأنه وبكل بساطة يستحيل تطبيق واستخدام معايير وأدوات التنبئي والتحليل نتيجة لعدم اتباع آليات نجاح الإستراتيجيات والخطط وفساد أغلب النخب التي تسير وسيرت البلد فهم خير شبيه لمنحنى تطور جائحة “كورونا” في البلد ،إذا اعتمدت على الأرقام التي تصدر يوميا لن تستطيع قراءة هل ان عدد الإصابات بالمرض في زيادة أو في تراجع ،طبعي دائما التفاؤل ،لكن الحقيقة المرة التي تشكل لي قناعة أن موريتانيا لن يكون وضعها أحسن بعد الكورونا من وضعها قبله.

لأسباب تحكم عقلية الفساد وتدوير المفسدين وباختصار لا تقدم مع سرقة المال العام وسيطرة المفسدين على مصادر القرار والمناطق الحيوية في الدولة

في حال كان ثمة تعديل وزاري جديد، هل ترى أن المعارضة الراديكالية أقنعت النظام لدرجة إدماج اسماء منها معلنة للتشكيلة الحكومية؟

من المستحسن ان يكون سؤالكم هل أقنعت المعارضة الرئيس بضرورة الإصلاح والتصدي الجاد للفساد والمفسدين؟ وهل أقنعته أيضا بأنها ستكون عونا له في محاربة الفساد والتخلص من اصحاب السوابق في اكل المال العام؟

عندما تشارك المعارضة في الحكومة فإنها لم تعد معارضة وإنما أصبحت جزء مما يفترض انه أغلبية حاكمة في الظروف العادية والطبيعية دور المعارضة ليس المشاركة في السلطة وإنما نقد تسييرها نقدا بناء وتسليط الضوء على مكامن الخلل في التسيير وبؤر الفساد وعدم الاستجابة للمطالب الملحة للمواطنين .

ختاما ما هي رسالة البرلماني ولد العتيق للموريتانيين؟

أود في البداية ان انبه الىً مسألة أساسية وهي اننا سندعم ونثمن أي خطة يمكنها ان تساهم بجدية في القضاء النهائي على العبودية ومخلفاتها وقد آن لأن يدرك الجميع ذكورا وإناثاً شيبا وشبابا مثقفون وغير مثقفين،أن العبودية مرض خطير وثقيلة مخلفاتها، وليس في مخيلتي شيئا أكثر منها  ضرا على الوطنية واللحمة الاجتماعية وتماسك النسيج الاجتماعي.

وعليه يجب ادماج ضحاياها وابنائهم في الدورة الاقتصادية كما يجب وقف غبنهم واقصائم من التعيين في الوظائف السامية.

من هنا أوجه تحية إجلال وتقدير للقائد رمز النضال مسعود ولد بلخير الذي شق هذا الطريق في زمن ليس بمقدور أي كان الكلام أو الدفاع عن ضحايا العبودية وعليه

سيبقى مسعود رمزا وقامة وطنية ومرجعية للنضال ضد العبودية ، والتهميش والغبن والإقصاء ولن يستطيع أيا كان محو ذلك من التاريخ.

فقد كتب اسمه بحروف ذهبية محفورة في ذاكرة تاريخ البلد فله كل التقدير والاحترام على ما بذل من جهد وتضحية .

أخبار ذات صلة

الأمن الوطني: يفرج عن بنت إبراهيم بعد ساعات من التوقيف

Bilal Aly

موريتانيا:تساقطات مطرية على ولاية الحوض الشرقي

Bilal Aly

الجمعية الوطنية:تصادق على تعديل النظام الأساسي للشرطة

Bilal Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية