الريادة

بوتين وأردغان: يؤكدان قلقهما حيال الوضع في إدلب

من اليسار الرئيس التركي رجب طيب أردغان ونظيره الرسي فلاديمر بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقائه نظيره التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء إن بلديهما “يتشاطران قلقا بالغا” بشأن الوضع في منطقة إدلب السورية، فيما اكد الرئيس التركي انه سيتخذ “كل الخطوات الضرورية للدفاع” عن جنوده المنتشرين في هذه المنطقة.

وبعد محادثات على هامش معرض للملاحة الجوية قرب موسكو، قال بوتين واردوغان إنهما يرغبان في العمل معا لتهدئة الوضع في هذه المنطقة الحدودية مع تركيا، وهي احدى آخر المناطق غير الخاضعة لسيطرة دمشق.

وبعد ثلاثة أشهر من القصف الكثيف على مناطق عدة في إدلب ومحيطها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل أخرى أقل نفوذاً، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي هجوماً تمكنت بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية وبلدات عدة في ريف حماة الشمالي المجاور.

وأكد بوتين في مؤتمر صحافي نقتله القنوات الحكومية الروسية في ختام الاجتماع أن “الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب يثير مخاوف جدية لنا ولشركائنا الأتراك”.

واضاف “نتفهم مخاوف تركيا إزاء الأمن على حدودها الجنوبية، ونعتقد أن هذه المصالح مشروعة”، موضحا أنه بحث مع نظيره التركي “تدابير مشتركة اضافية” من أجل “تطبيع” الاوضاع، بدون مزيد من التفاصيل.

ومحافظة إدلب مشمولة بإتفاق روسي تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في أيلول/سبتمبر ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يُستكمل تنفيذه. وحال هذا الاتفاق دون شنّ النظام هجوماً على إدلب. وسجلت تهدئة لبعض الوقت، لكن القصف والمعارك استؤنفت منذ نهاية نيسان/أبريل.

وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيق اتفاق سوتشي، إذ لم تنسحب الفصائل الجهادية من المنطقة المنزوعة السلاح.

-“جنودنا في خطر”-

ويعتبر إردوغان أن حماية القوات التركية المنتشرة في إدلب مسألة أساسية.

وفي هذا السياق، قال إردوغان إن بلاده “ستتخذ كل الخطوات الضرورية” لحماية قواتها المنتشرة في منطقة إدلب.

وتابع أن “الوضع تعقد في شكل كبير الى درجة بات جنودنا حاليا في خطر. لا نريد أن يستمر ذلك. سنتخذ كل الخطوات الضرورية” لحمايتهم.

وأضاف أنه “ناقش” ذلك مع بوتين.

وتمكنت قوات النظام خلال تقدمها في الأسبوع الأخير من تطويق نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك، هي الأكبر من بين 12 نقطة مماثلة تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها بموجب الاتفاق مع روسيا.

وتعرض رتل تعزيزات عسكرية أرسلته أنقرة مطلع الأسبوع إلى ريف إدلب الجنوبي وكان في طريقه إلى مورك، لقصف جوي استهدف سيارة مرافقة تابعة لفصيل سوري معارض موال لتركيا.

ولم يتمكن الرتل من إكمال طريقه بعدما قطعت قوات النظام طريق دمشق حلب الدولي مع تقدمها في مدينة خان شيخون ومحيطها.

وما يثير قلق تركيا أيضاً، احتمال حصول نزوح جماعي من المحافظة الواقعة على حدودها الجنوبية.

يأتي الاجتماع بين الزعيمين قبل أسبوعين من قمة أنقرة المقررة في 16 سبتمبر بين أكثر الجهات الدولية الفاعلة في النزاع السوري، اي بوتين وأردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني.

وقال أردوغان إن القمة “يجب أن تسهم في السلام في المنطقة”.

ورغم تاكيد الرئيسين التركي والروسي رغبتهما في الحفاظ على وحدة سوريا، قال بوتين إنه “من الضروري” محاربة الجهاديين في منطقة إدلب التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” (الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة).

وأضاف الرئيس الروسي أن “الإرهابيين يواصلون قصف مواقع القوات الحكومية في محاولة لمهاجمة أهداف عسكرية روسية”.

وقُتل 51 عنصراً من قوات النظام والفصائل الجهادية والمعارضة الثلاثاء جراء اشتباكات بين الطرفين في إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان

وتمكنت روسيا وتركيا من التوصل إلى تسويات بشأن سوريا في السابق، وزادتا التعاون في مجالات أخرى.

خلال اللقاء على هامش معرض “ماكس” الجوي في ضواحي موسكو، وهو بين الأكبر من نوعه في العالم، تحدث بوتين واردوغان عن تعاونهما العسكري.

وفي تموز/يوليو، بدأت تركيا تسلّم منظومة صواريخ “إس-400” الروسية في تحدٍّ لتحذيرات واشنطن.

والثلاثاء، قال وزير الدفاع التركي أن بلاده تسلمت الدفعة الثانية من منظومة صواريخ اس-400.

وأكد بوتين إنه بحث مع اردوغان موضوع المقاتلة الروسية سوخوي 35، بعدما استبعدت واشنطن أنقرة من برنامج شراء طائرة مقاتلة من طراز F-35 بعد شراء منظومة الصواريخ الروسية.

وقال “قمنا بعرض أنظمة أسلحة جديدة (…) وقد أبدى زملاؤنا الأتراك اهتماما كبيرا برأيي”.

وختم الرئيس الروسي الذي وصف إردوغان بأنه “صديقه العزيز” إنه يأمل في أن يؤدي اللقاء الى “فرص جديدة” للتعاون.

أخبار ذات صلة

الزعيم الكردي “يعلن استعداده للتوصل مع تركيا

Ethmane Aly

يورو”2020″ويلز تضع قدما في دور الـ16 بثنائية في شباك تركيا

Ethmane Aly

ولد الددو يعود لنواكشوط قادما من تركيا

Bilal Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية