عندما يقول الحاكم ان وزراءه لم يلاحظ عليهم فسادا فإنه جانب الصواب. فهذان مثالان يوضحان سلوك من يحرص على إحقاق الحق،،فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما قال له من كان يجمع الزكاة هذا لي وهذا لكم قال له لماذا لاتقعد حتى ياتيك هذا الذي تدعى انه لك،وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما علم ان عامله يبنى دارا في المدينة ويضع لها الرخام ،قال كلمته الشهيرة ابت الدراهم إلا ان تخرج أعناقها، وبعث إليه وأخذ شطر ماله ولم يحتج لقرينة أكبر على تجاوز هذا العامل ،..
و إن حاكمنا عندما ينظر إلى مايملك وزراؤه ومسؤوليه الكبار يدرك انهم سرقوا كثيرا لان ليس بإمكان أي منهم ،ان يتملك ا المبانى الفاخرة في الأحياء الغالية ، والسيارات الفارهة وقطعان المواشى الكثيرة ،وجمعوا حولهم المصفقين والمناصرين وفي وقت قصير فهذا لايمكن إلا بأموال الدولة التى جعل الشعب انتخاب الحاكم دليلا على أنه مؤتمنا عليها وقمتم بتمكين غير امينين وغير أكفاء وغير خلصاء وغير نزهاء منها يصنعون بها مايشاؤون ،وصرتم بعد ذلك تدعون محاربة الفساد، وتتعللون اتجاه عمل هؤلاء اللصوص بحجج من نوع لم يثبت لنا عليهم ما يخونهم وتغضون النظر عن مايملكون وعن الزمن الذي جمعوه فيه،
وبإلإضافة إلى ذلك ان بعض هؤلاء الذين ظهر حالهم قد ثبت في التفتيش الذي جرى في مناسبات مختلفة وجود ملاحظات عليهم وخروقات معينة لكنهم لم يعاملوا بما يناسب ما ظهر عنهم ،وبعضهم سبق وجردوا من مناصبهم وبعد ذلك أعيدت إليهم الثقة بعد ذلك ،
لماذا يتم استمرار التمسك بهذه الانواع ، وتدوير نفس الاشخاص ونفس النوعيات ولايمكن الاستغناء عنهم ؟!
نعتقد أن السبب أ ن النظام في تركيبه عوامل ثابتة تجعله من النوع الذي لايضر الفساد في عهده ، إنما يضر في عهده عدم الموالاة وعدم النفاق والتصفيق وعدم الانخراط في الانشطة المشبوهة التى ينخرط فيها الطيف الحاكم كله وحلفاؤه المقربون!!!
التراد بن سيدى
