الريادة

ما لم نغير عقولنا وسلوكنا فالأفضل ترك ثرواتنا في باطن أرضناا!!!/ التراد سيدي

إننا بالعقلية البدائية الحالية التي تأبى التطور والتغيير وباالسلوك السيئ السائد الذي لاتزيده الأيام إلا رسوخا وتجذرا يتضح و يتأكد لنا يوما بعد يوم و لكل ذي بصيرة أرجحية أنه أحسن لبلدنا وشعبنا ومستقبل أجيالنا عدم استغلال الثروات المعدنية والسمكية والنفطية والغازية مالم يقيض الله للبلد قيادات وطنية عاقلة قادرة على تحسن تسيير الموارد وتصحيح أسلوب استغلال ماجعل الله لنا من ثروات في أراضينا وفي مياهنا وقبل وجود تلك القيادات المتسمة بالنضج يجدر بنا عدم استغلال ثروات مهمة قابلة للنضوب فإنها كارثة كبرى أن تضيع كل هذه الثروات ونبقى بلا ثروات، فنحن اليوم غير قادرين في ظروفنا الحالية وطيفنا السياسي والإداري الغارق حتى آذانه في الفساد على الاستفادة ولو بدرجة بسيطة من هذه الثروات في التنمية ومكافحة الفقر والأمراض والأوبئة، وفي تطوير التعليم ومحو الأمية ….

نحن بعقليتنا الحالية وسلوكنا السائد لانستطيع التصرف السليم في المقدرات و لانستطيع الحفاظ على الثروات واستغلالها الاستغلال الأمثل، وأنما كل مايمكننا تحقيقه هو ماجرى حتى الآن وهو تمكين الشركات والدول الأجنبية من نهب ثروات شعب فقير فرصته الوحيدة للخروج من قيود التخلف وإثاره وذيوله المتمثلة في الفقر والجهل والمرض !!

إن لدينا ثروات ضخمة لا تقدر بثمن من حديد بالغ الجودة وذهب بلغ من الوفرة ماجعله على وجه الأرض يستخرج دون تعقيد وبلا صعوبة، ونحاس وفير، ومعادن أخرى كثيرة بعضها لم يستخرج بعد كالفسفات واليرانيوم والتراب النادرة والماس والنفط الذي استخرج منه القليل والغاز الذي سيبدؤ استغلاله من آخر هذا العام، هناك معادن تستخرج وتستغل باتفاقيات تبلغ من السوء درجة مذهلة ،فالذهب الذي يستغله المواطنون العاديون بلا وسائل حديثة تستغله الشركات باتفاقيات الناتج العام منها بين ٣% و٦%، وفي البحر من الأتفاقيات بين سلطات البلد والشركات الاجنبية ما يكاد لايصدق ،وليت الأمر اقتصر على سوء الاتفاقيات وسوء الاستغلال وإنما الاسوء من كل ذلك سوء التصرف فيما يتم تسلمه من طرف المسيرين الوطنيين الذين لايستطيعون منع نفوسهم من تخويل ما يقع تحت ايديهم إلى ممتلكات شخصية ، دور وأراضي وسيارات وقطعان من المواش ،وشراء ذمم وجمع مصفقين ومطبلين ،والرشاوي للمتنفذين حتى يتم حماية مراكزهم واستمرار نهبهم وتبديدهم وتفسيدهم للمال العام وللإنسان الذي هو الأهم لكل تطور وتقدم فقد تحول هذا الإنسان ل”زيدانات”،و “حيماسوات” و”بننات”واشباههم من المصفقين التافهين!!

وإذا حدث وبدأ استغلال الغاز الذي ينتظر أن يبدأ استغلاله في هذه السنة فإن الكارثة ستنمو وتتوسع بحيث يتوسع تدمير وتبديد ثروة كانت هي الأمل للحاضر والمستقبل لشعب فقير رغم ارضه المعطاء الممتلئة بالخيرات ،لكن عدم وجود عقول عاقلة وقيادات راشدة جعل البلاد مخطوفة من عصابات نهب بالغة الغرابة والغباوة ..!!

خلاصة:
إن استمرار مفعول العقلية والسلوك المتبعين منذ اربعين سنة وأكثر يجعل إمكان التقدم شبه مستحال ،فالرؤساء يريدون من الحكم التمتع بالسلطة وتصفيق المصفقين من المنافقين والتافهين ،وكل أهل السلطة الذين حكموا منذ ١٠ يوليو ١٩٧٨ متشابهون بأساليبهم بتسخير كل ريع البلد للمقربين منهم وللوجهاء الذين يحققون رمزيتهم ووجاهتهم بخديعة الشعب ورشوة المتنفذين وإن وضعا كهذا الوضع المستمر بنفس النسق تختلف الأسماء وتتوحد السياسات، يعتبر معه استغلال ما في الأرض والبحر من ثروات يعرض مصالح البلد للخطر بتعريض ثرواته للتبديد والتضييع ،ولا دخل لذلك إلا بالتوقف عن استغلال ما في باطن الأرض حتى تبرز قيادات واعية ناضجة مختلفة عن هذا الجيل المتمرس باللصوصية والكذب والنفاق ،فهل يمكن المحافظة على بعض الثروة حتى تجد من يمكنه توجيهها وجهتها الصحيحة ويستغلها الاستغلال الأمثل ؟!.

التراد بن سيدي

أخبار ذات صلة

هل توقظنا  غزة من نومة أصحاب الكهف التي ننامها؟!/ التراد ولد سيدي

Bilal Aly

يا ناس الهوية قدر لا خيار !! / التراد سيدي

Bilal Aly

كيف يمكننا التغلب على تراكم المشاكل؟!/التراد ولد سيدي

Bilal Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية