بين تصريحات عون وحزب الله.. أزمة لبنان تتجه إلى المجهول.

تصاعدت مؤشرات الانقسام السياسي في لبنان بعد صدور مواقف متباينة، الإثنين، عن رئيس الجمهورية جوزيف عون وحزب الله، بشأن سبل التعامل مع التوترات الراهنة في البلاد.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار هذا التباين بين الدعوات إلى التهدئة والتفاوض من جهة، والتمسك بخيار المواجهة من جهة أخرى، إلى شلل في القرار الرسمي وإضعاف الموقف اللبناني في أي مفاوضات محتملة حول الأمن والحدود، وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى مواجهة أوسع قد تعيدها إلى أجواء الحرب.

وبرز هذا التباين بوضوح عقب دعوة الرئيس جوزيف عون إلى اعتماد التفاوض كخيار وحيد، لمعالجة الأزمات، في مقابل تأكيد نائب في كتلة حزب الله أن الحزب لن يستسلم ولن يتنازل، في مواقف تعكس انقساما داخليا حادا حول نهج التعامل مع الأزمة الراهنة.

ويحذر مراقبون من أن استمرار الخطابين المتناقضين سيزيد من حالة الغموض السياسي ويؤخر أي مسار تفاوضي محتمل، في وقت يحتاج فيه لبنان إلى توحيد الموقف الرسمي لتفادي انعكاسات أمنية داخلية.

وأكد الرئيس جوزيف عون أن التفاوض هو الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان في ظل استمرار التوترات الإقليمية، مشددا على أن لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا.

وأوضح عون، في بيان صادر عن الرئاسة، أن السياسة تقوم على ثلاث أدوات أساسية هي الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، مضيفا: لا تؤدي الحرب إلى نتيجة، فالنهاية تكون دائما بالتفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدو.

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن مصلحة لبنان يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، داعيا مختلف القوى السياسية والدينية والأمنية إلى تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الفئوية.

وفي حديثه عن الوضع الداخلي، قال عون أن الحكومة الحالية تعمل على تنفيذ إصلاحات نوعية انعكست إيجابا على المؤشرات الاقتصادية، متوقعا أن يحقق الاقتصاد اللبناني نموا بنسبة 5 بالمئة بنهاية العام الجاري.

كما اعتبر أن لبنان يمتلك فرصا كبيرة للنهوض إذا ما تجاوز خلافاته الطائفية والمذهبية، قائلاً: المسؤولية مشتركة، ويمكننا الوصول إلى الهدف بسهولة عبر الخروج من الزواريب التي دمرت البلد من دون سبب.