
الريادة: في إطار ردود الأفعال التي أثارها مقطع فيديو يُظهر معلماً يضرب أحد تلاميذه داخل الفصل الدراسي، والذي تم تداوله على نطاق واسع خلال الأيام الماضية، كتبت بنت وهب بلال رمظان تعليقاً لافتاً على الحادثة، تجاوز حدود الإدانة أو التبرير، ليُلامس جوهر العلاقة التربوية، ويُعيد تعريف كرامة المعلم في زمن التناقضات.
وقالت بنت وهب: “لسنا مع العنف… ولسنا مع أن يضرب المعلم تلميذه، مهما كانت نيّته طيبة، أو غايته. الإصلاح والتأديب، فالعلاقة بين المعلم والتلميذ ليست ساحة لتصفية الحسابات، بل هي مساحة للحب، وللصبر. وللرحمة.”
وفي تعليقها الذي لقي تفاعلاً واسعاً، اعتبرت أن المعلم حين يُقاد إلى السجن بسبب خطأ بشري قابل للإصلاح. فإن ذلك يُعد إهانة لرسل العلم، ولمن جعلوا من سواعدهم جسراً نحو المستقبل.
بيد أنها لم تكتف بالاحتجاج، بل حمّلت المعلمين أنفسهم جزءاً من المسؤولية، قائلة: “نحن نستحق ما يحدث لنا… لأننا قبلنا أن نُهان ونصمت، أن نُضرب ونغفر، أن نُحتقر ونواصل حمل الطباشير.”
وفي سرد مؤلم، وصفت بنت وهب المعلم بأنه صار هدفاً لكل أشكال الإيذاء: من التلميذ بسوء أخلاقه ومن الوكيل بيده، ومن الشرطي بعصاه، ومن الوزارة بقراراتها، ومن الدولة براتبها، ومن المجتمع بنظرته.
ورغم ذلك، ينهض المعلم كل صباح، يمسح غبار الطباشير السام عن قلبه، يُصلح ابتسامته أمام المرآة، ويحمل كتبه وأحلامه، ويقول في نفسه: “القادم أفضل.”
وختمت بنت وهب تعليقها بعبارة تختزل كل شيء: “شكراً لكم… نستحق ذلك، لأننا ما زلنا نحمل الطباشير، رغم كل هذا الألم.”





