أرجأت المملكة العربية السعودية القمة العربية المقبلة، والمقرر عقدها في الرياض في شهر مارس إلى شهر أبريل المقبل، نظرا لتضارب الموعد مع الانتخابات الرئاسية في مصر، وعددًا من المتغيرات في المنطقة العربية، لاسيما الأزمة الخليجية، التى ساهمت أيضًا في تأجيل القمة.
وأعلن وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن الدول العربية ستسعى إلى منع إسرائيل من الحصول على مقعد بمجلس الأمن الدولي العام المقبل.
وقال قطان، الذي تتولى بلاده رئاسة القمة المقبلة، إن “هناك مشاورات تجري حاليا بين الدول العربية لتحديد يوم انعقاد القمة”.
وفي المؤتمر الصحفي ذاته قال قطان، إن قمة الرياض ستكون هامة وتاريخية وسيتم بحث ملفات ملحة ستكون غاية في الأهمية.
وقال سيد قاسم المصرى مساعد وزير الخارجية الأسبق: أعتقد أن القمة العربية القادمة والرمزية القوية التى يعكسها انعقادها فى أرض الحرمين الشريفين وبرئاسة خادم الحرمين الشريفين ستكون فرصة أمام العرب لاتخاذ قرارات جدية قد تساعد فى استعادة إدارة ترامب لصوابها، وأتمنى أن تخرج القمة بمواقف واضحة وعملية تجاه المأساة السورية وتحرك نشط وفعال يتيح للعرب مقعدا على الموائد التى تقرر المصير السورى ويوازن النفوذ التركى الإيرانى الروسى والأمريكى وهى الأطراف التى خلت لها الساحة فى غياب الوجود العربى.
وتسلّم الوزير السعودي أحمد قطان رئاسة الدورة الجديدة لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري خلفا لجمهورية جيبوتي.
وناقش اجتماع وزراء الخارجية العرب الأربعاء الماضى قرارات متعلقة بعدة قضايا منها الموقف من تدخلات إيران وتطورات الوضع في سوريا واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب في المنطقة، يذكر، أن اجتماع لجنة المتابعة العربية، أقر اعتماد خطة الرئيس محمود عباس التي طرحها في مجلس الأمن، التي تنص على التمسك بمبادرة السلام العربية، وقرارات الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام، وإنهاء الوصاية الأمريكية على عملية السلام.
وتأتي القمة العربية المرتقبة وسط إندلاع أزمة خليجية، في 5 يونيو 2017، حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها “إجراءات عقابية” لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب.
ومن الجدير بالذكر أن بعد ثلاثين عامًا على قمة الرياض السداسية عام 1976، القمة تعود مرة ثانية إلى الرياض، في أجواء سياسية غير مستقرة ومتعددة الأزمات تتطلع فيها الشعوب العربية إلى مواقف وقرارات ايجابية تعمل على تهدئة التوتر والحروب التي تشهدها عدة مناطق من الأراضي العربية، وفي ظل ذلك كله تنعقد هذه القمة بالرياض في أجواء من التفاؤل الكبير غير المسبوق، وذلك بسبب الأدوار الريادية للمملكة كاتفاق مكة بين الفلسطينيين، أو الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اللبنانية ومد يد الحوار والتعاون مع الأشقاء والاخوة على المستويين العربي والإسلامي، ولما تتمتع به المملكة العربية السعودية من مكانة مرموقة واحترام متبادل على المستوى الدولي، فكل ذلك يدعو إلى مزيد من التفاؤل بنجاح هذه القمة لما يحقق تطلعات وآمال الشعوب العربية.
وسبق أن واجهت القمم العربية السابقة تأجيلات مشابهة، أبرزها قمة موريتانيا 2016، حيث كان مقرر لها الإنعقاد في مارس وتأجلت إلى أبريل ثم من أبريل إلى شهر يوليو من أجل إكمال إجراءات التحضير لاستقبال الضيوف .
وأيضا أعلنت جامعة الدول العربية تأجيل موعد القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في المغرب2016 من مارس، إلى أبريل، وكان سبب التأجيل هو الأجندة الدولية وإرتباطات العديد من المسئولين في الموعد المحدد سابقا.
وحتى الآن عُقد 29مؤتمرًا عربيًا على مستوى القمة، منها العادي الذي يأتي مجدولًا وفق آلية انعقاد القمم العربية، ومنها القمم غير العادية التي تدعو لها دولة أو أكثر من الدول العربية لبحث بعض الأحداث الطارئة على المستوى العربي، ويعتبر أول التئام عربي على مستوى القمة هو مؤتمر أنشاص القريبة من مدينة القاهرة والذي عقد في الفترة من 29- 30مايو من عام 1964م لمناصرة القضية الفلسطينية ومناقشة الأوضاع فيها، والذي اشتركت فيه الدول السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية.




