الريادة / الحرمان أو الإقصاء أو التهميش أو التدوير …كلها عبارات لشرح واقع محير تنتهجه الدولة قديما وحديثا فيما يعرف بتدوير المفسدين بين المناصب السامية وجعلها موقعة بأسمائهم لايحوم فوقها طائر …نهج صارت تشيب منه الولدان وانحنت منه الشيوخ وتحيرت فيه النخبة
ولازالت مرارته تتواصل يوما بعد يوم
ففي الوقت الذي تكتظ فيه الساحات العمومية وباحة القصر من حاملي الشهادات والأطر والكفاءات من أجل آذان صاغية تخفف عليهم قساوة البطالة ؛
يحتدم سباق آخر داخل القصر الرئاسي والوزارة الأولى من أجل تدوير أوجه محروقة ومشمولة لجعلها على رأس مناصب سامية داخل القصر وخارجه ؛
أما الشباب وأصحاب الكفاءات فمصيرهم أصبح بيد الشارع ينزلون عليه وقت ماشاءوا وكيف ماشاءوا فحقوق التعيين حصرية على المفسدين ورضع الوساطة والجهة والمحسوبية ؛
وحين استبشر الشعب خيرا بالعهد الجديد وما حمله من تعهدات لامست الكثير من طموح العاطلين وتنقية للمفسدين….حتى توقفت الأنفاس انتظارا لرؤية كل ضحايا الفساد ها هو العام الأول ينقضي دون حصاد مثمر وملموس على أرضية الواقع بالشكل المطلوب وخصوصا فيما يخص تعيين الشباب والكفاءات الوطنية في دائرة صنع القرار وجلب أيادي بيضاء نظيفة من أجل المساهمة في بناء وتنمية الوطن ؛
فبأي وجه سيتقبل الشارع الموريتاني تدوير أوجه محروقة ترعرعرت في المناصب وأكلتها ؟ وبأي وسيلة سيقنع صناع القرار داخل القصر المواطنين عن أسباب لعنة تدوير المفسدين؟
الجدير بالذكر أن التذمر من هذه الظاهرة تسلل إلى الحزب الحاكم وأغلب داعمي ولد الغزواني حيث وصف أحد نواب الحزب الحاكم في البرلمان أن مايحدث الآن من تدوير للمفسدين عار على جبين تعهداتي واحتقار للشعب ولايمكن أن يتواصل ….
ويبقى السؤال المطروح من سيستأصل الورم الخبيث(تدوير المفسدين) من جسم الدولة ؟؟؟