كتب الأستاذ إسلمو ولد سيدي أحمد على صفحته على الفيس بوك تدوينة حول أهمية كتابة الهمزة بطريقة صحيحة.
و أضاف ولد سيدي أحمد ” أقترح على القراء الكرام أن يولوا عناية خاصة لكتابة الهمزة كتابة صحيحة، لأن كتابتها بطريقة خاطئة تؤدي إلى نطق الكلمة نطقا خاطئا، إِذْ إنّ اللغة العربية- كما يُقال- تُفْهَمُ- أولا- لكي تُقرأ قراءة صحيحة “
وهذا هو نص التدوينة :
أهمية كتابة الهمزة بطريقة صحيحة:
أقترح على القراء الكرام أن يولوا عناية خاصة لكتابة الهمزة كتابة صحيحة، لأن كتابتها بطريقة خاطئة تؤدي إلى نطق الكلمة نطقا خاطئا، إِذْ إنّ اللغة العربية- كما يُقال- تُفْهَمُ- أولا- لكي تُقرأ قراءة صحيحة، في حالة عدم ضبطها بالشكل، بينما نجد لغات أخرى- الفرنسية أو الإنجليزية، على سبيل المثال- تُقرأ لكي تُفْهَمَ.
عندما نكتبُ، على سبيل المثال:
بقاؤه، بقاءه، بقائه، دون الضبط بالشكل، ندرك (من خلال معرفتنا لكتابة الهمزة، وعلاقة هذه الكتابة بعلامات الشكل) أن الهمزة في الكلمة الأولى (بقاؤُه) مضمومة، والثانية ( بقاءَه) مفتوحة، وفي الثالثة (بقائِه) : مكسورة.
يتضح ذلك عندما نضع هذه الكلمات في نَصٍّ، نحو:
هذا العَالَمُ، الذي نعيش فيه، يتوقفُ بقاؤُهُ – إلى ما شاءَ الله- على أن يقوم المسؤولون عن بقائِهِ – كما أراد الله له- بما يَضْمَن بَقاءَهُ.
ولعلك أخي القارئ تدرك معي- من خلال هذا المثال- مدى جمال هذه اللغة الرائعة الطيِّعَة التي تُمكِّنُنَا من نفسها فنقَلِّبُها يميناً ويساراً لنحصلَ على ما نريد، فنجعل كلمة واحدة، فاعلاً (بقاؤُه)، ومجروراً ( بقائِه)، ومفعولا به ( بقاءَه).
يا لها من روعة ! .
إن لغة كهذه، لا يمكن أن تُقارَن بلغة أخرى، لأنّ ذلك ينقص من قدرها.
يقول الشاعر:
“ألَمْ تَرَ أنَّ السَّيْفَ ينقصُ قَدْره * إذَا قِيلَ إنَّ السَّيْفَ أمْضَى مِنَ العَصَا”.
لأن في ذلك ذَمًّا للسيف، إذْ لا وَجْهَ للمقارنة.
(يُنظر كتابي: المرشد في تجنّب الأخطاء اللغوية وتصويب الشائع منها. ص. 58).