
الريادة: يواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ427، مخلفًا المزيد من الضحايا بين المدنيين، وسط ظروف إنسانية صعبة وعجز فرق الإسعاف عن الوصول إلى بعض المواقع المنكوبة.
وفقًا لتقرير إحصائي صادر اليوم الجمعة عن وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، بلغ عدد الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية 32 شهيدًا و95 جريحًا، نتيجة ارتكاب الاحتلال ثلاث مجازر بحق عائلات فلسطينية، فيما لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض أو عالقين في الطرقات بسبب صعوبة وصول فرق الإنقاذ.
وأشار التقرير إلى أن الإحصائية لا تشمل مستشفيات شمال غزة، نظرًا لتعذر التواصل معها والحصول على معلومات دقيقة.
منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت الحصيلة الإجمالية إلى 44,612 شهيدًا و105,834 مصابًا، في ظل تصاعد العنف المستمر على القطاع المحاصر.
تدمير مقومات الحياة
وأعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن “إسرائيل” قضت على آخر مستشفى منهار في شمال قطاع غزة، في خطوة اعتبرها المرصد استكمالًا لعملية التهجير القسري وتدمير آخر مقومات الحياة الأساسية للنجاة.
وأكد فريق المرصد الميداني توثيقه لاستخدام الاحتلال معتقلين فلسطينيين كدروع بشرية، حيث أُجبروا تحت التهديد على دخول المستشفى لإبلاغ الإدارة بضرورة إخلاء جميع النازحين ومرافقي المرضى والتوجه إلى منطقة تحت سيطرة القوات الإسرائيلية.
وأشار المرصد إلى أن جيش الاحتلال يواصل تدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها في أحياء شمال غزة، ما أسفر عن قتل وتهجير السكان وتدمير شامل يجعل المحافظة غير صالحة للعيش حاليًا ومستقبلًا.
دعا المرصد اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية إلى التدخل العاجل لتأمين وصول الإمدادات الطبية والغذائية إلى مستشفيات شمال غزة، وضمان توفير الحماية للطواقم الطبية في ظل استمرار الانتهاكات.
واستهدفت قوات الاحتلال منازل المدنيين ومستشفى كمال عدوان شمال القطاع، ما أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين.
حصار «كمال عدوان»
وأفاد مراسل «الغد» صباح اليوم بأن الجيش الإسرائيلي حاصر مستشفى كمال عدوان في مشروع بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة وطالب المرضى ومرافقيهم بمغادرته.
وأفادت مصادر محلية بأن الجيش الإسرائيلي اقتاد عددًا من الفلسطينيين إلى جهة غير معلومة.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، إن «الوضع داخل المستشفى وحوله كارثي. هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم 4 شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى، ولم يتبقَّ أي جراحين».
وأضاف أبو صفية: «الفريق الطبي الوحيد الذي كان يقوم بالعمليات هو الوفد الطبي الإندونيسي، وقد تم إجباره على المغادرة إلى نقطة التفتيش»، مشيرًا إلى أن «الإمدادات الطبية على وشك النفاد، وهناك المئات من الضحايا».
الصحة العالمية تشجب
وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن المنظمة ليس لديها ما يشير إلى صدور تحذير قبل قصف إسرائيل لمستشفى كمال عدوان في غزة في وقت مبكر من صباح أمس الخميس.
وأضاف في إفادة صحفية في جنيف عبر رابط فيديو أن المستشفى “يعمل بالحد الأدنى حاليا”.
تطهير عرقي
وصفت حركة حماس قصف الاحتلال الإسرائيلي واقتحامه مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة بأنه “إمعان في حملة التطهير العرقي والتهجير القسري” التي يتعرض لها الفلسطينيون في المنطقة.
ودعت الحركة منظمة الصحة العالمية إلى إرسال لجنة دولية للتحقيق في الانتهاكات التي طالت مستشفى كمال عدوان والمنظومة الصحية في قطاع غزة، مشددة على ضرورة التحرك الفوري لحماية المرافق الطبية والمرضى من الاعتداءات المتكررة.