الريادة:مر 14 شهرًا منذ أن انضم حزب الله إلى القتال ضد إسرائيل دعمًا لقطاع غزة، الذي يواجه حربًا إسرائيلية شرسة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قتلت حتى الآن أكثر من 44 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد أن أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن ذلك في بيان صحفي.
الاتفاق، الذي تم بوساطة دولية، ولاقى إشادة من مختلف الأطراف الدولية، حيث أعربت قوى كبرى ودول معنية عن آمالها بأن يشكل نقطة انطلاق لسلام دائم. تلقى ردود فعل إسرائيلية مختلفة.
سكان الشمال: «لا نشعر بالأمان»
سكان شمال إسرائيل الذين تم إجلاؤهم من منازلهم منذ أكثر من عام لا يهتمون بالاتفاق، ويرفضون بنوده التي، حسب رأيهم، لا توفر لهم الأمان الذي يستحقونه.
وأعرب النازحون من شمال إسرائيل أنهم لا يشعرون بالأمان للعودة إلى منازلهم. وبالنسبة لهم، يبدو أن الاتفاق «أعرج» ويعيد الوضع إلى ما كان عليه سابقًا: «حزب الله سيتسلح، ومن المؤكد أن المسألة مجرد وقت».
وقالوا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إنهم لا يزالون «يحلمون باللحظة التي يمكنهم فيها العودة».
من جانبه، قال أميت سوفر، رئيس المجلس الإقليمي مروم الجليل: «اتفاق وقف إطلاق النار الذي يتيح هدوءًا مؤقتًا، بالتأكيد لا يعني الأمان».
وأضاف في منشور عبر منصة إكس: «الاتفاق الذي تم التوصل إليه لا يتحدث عن الأمان، لأنه لا يتناول منطقة عازلة. في النهاية، يُسمح لحزب الله، تحت غطاء السكان المحليين، بالعودة إلى نفس القرى».
ليبرمان: رفعنا الراية البيضاء
قال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، إن الحكومة الإسرائيلية «رفعت الراية البيضاء» في الوقت الذي لا تزال فيه أعلام حزب الله ترفرف في شوارع بيروت.
ووصف ليبرمان في منشور على منصة إكس، الاتفاق الأخير بين إسرائيل وحزب الله بأنه «استسلام للإرهاب وتخلي عن سكان الشمال»، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدد الأمن القومي لإسرائيل.
أهالي المحتجزين: أعيدوا إلينا أبنائنا
وعلى وقع إعلان الاتفاق، وقعت مشادة حادة اليوم الأربعاء في لجنة الأمن القومي بالكنيست الإسرائيلي خلال استعراض وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، لخطط وزارته.
حيث عبر أهالي المحتجزين الإسرائيليين عن غضبهم تجاه أولويات الحكومة، واتهمت المسؤولين بأنهم يسعون لبناء مستوطنات على دماء الأسرى دون إعادتهم لدفنهم وذلك إثر إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بحسب ما جاء في تقرير للقناة 12 الإسرائيلية.
أوامر بالرد بقوة مع عودة اللبنانيين
في هذه الأثناء، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أنه أصدر تعليماته للجيش باتخاذ إجراءات «قوية» لمنع ما وصفه بدخول عناصر حزب الله إلى القرى الحدودية التي قد تكون القوات الإسرائيلية لا تزال تعمل فيها.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه: «نظرًا لدخول عناصر حزب الله إلى قرية كفر كلا، أمر كاتس الجيش بالتحرك بقوة ودون تساهل تجاه مثل هذه التطورات».
وأكد كاتس على ضرورة منع عناصر حزب الله من الوصول إلى المناطق الواقعة في جنوب لبنان، حيث لا تزال الحركة ممنوعة بأمر من الجيش الإسرائيلي، مضيفًا: «إذا شكلوا تهديدًا على قوات الجيش الإسرائيلي، فيجب ضربهم».
احتفالات في لبنان
يشار إلى أن اللبنانيين، احتفلوا اليوم، ببدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تدفقت السيارات باتجاه مناطق الضاحية وقرى وبلدات جنوب لبنان.
وسادت حالة من البهجة بين المواطنين، الذين رفع بعضهم أعلام حزب الله، ورفعوا بأيديهم علامات النصر، بينما رصدت كاميرا الغد استخدام السيارات لنقل الأمتعة الى المناطق التي كانت تشهد عمليات قصف خلال الفترة الماضية.
وأفاد موفد «الغد» إلى لبنان بأن الأجواء كانت احتفالية بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، حيث توافد المواطنون بكثافة إلى الضاحية الجنوبية بعد غياب دام أكثر من شهرين بسبب الاستهدافات الإسرائيلية والغارات الجوية العنيفة التي تعرضت لها المنطقة.
ومنذ الساعة الرابعة فجر اليوم، سادت الأجواء الاحتفالية، وشهدت المنطقة إطلاق الرصاص احتفالاً بالهدنة، بعد أن كان يتم إطلاقه في السابق أثناء عمليات الاستهداف.
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح يوم الأربعاء بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الطرفين وافقا على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء صراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل أودى بحياة الآلاف منذ اندلعت شرارته بسبب الحرب في قطاع غزة العام الماضي.
ــــــــــــــــــ