الريادة

كيف يكون السلم إذا خسرنا كل شيء؟!/ التراد ولد سيدي

أمام اشتداد ظلم الغرب ومؤامرته ونشره للفتن والصراعات الإثنية والطائفية بين الشعوب العربية والإفريقية لإبقاء الجميع مشغولون عن أساسيات أمورهم بمايمنع تقدمهم وتطورهم،

امام هذا الواقع المعقد والمأزوم اختلفت الرؤى وتشعبت المشارب فمن تحريريون ينشدون الخلاص في وعي الجماهير وتحريكهم لنيل حريتهم ونهضتهم والسيطرة على مقدراتهم ومشاركتهم الكون في نظام مقبول يتسم بالعدل وتكافؤ الفرص ، ومن أصوليين جهاديين يعتبرون الجهاد واعتماد مبادئ الولاء والبراء واتباع نهج العهود الأولى للإسلام كسبيل وحيد للخلاص وإعادة استئناف الحياة الصحيحة المشرقة، ومن فئة أخرى ترى دمج الأسلمة مع الحداثة وتبني التعددية ومفاهيم الديمقراطية الغربية وألباسهما جبة وعمامة لتتكيفا مع محيطهما ، وفئة ترى استمرار السلطة التقليدية المعتمدة على الغرب وتعتبره قدرا حكمت به المشيئة الإلهية ويجدر الخضوع والتسليم له،وفئة هي أحدث الفئات كلها تدعوا لتعزيز السلم في المجتمع المسلم وتلتقي مع فئة السلطة التقليدية في مقاصدها الرئيسية .
فإذا دققنا النظر في التوجهات والرؤى المختلفة سنجد أن قوة السلطة التي تعتمد على الغرب المسيطر تلقت سندا قويا من منتدى تعزيز السلم في المجتمع المسلم،لانه ينزع من الجهاديين أهم منطلقاتهم بإعادته صياغة مفاهيم الولاء والبراء وجعله السلم مبدئا رئيسيا واساسا ثابتا ينبي عليه بناء وقوام المجتمع المسلم

ومنتدى تعزيز السلم في المجتمع المسلم بتركزه على السلم وعدم الأحتراب بين المسلمين يجد تجاوبا واسعا في الأمة التي مزقتها الصراعات ويجد تأييدا اوسع وأقوى من الحكام الذين يعانون من اهتزاز شرعيتهم بسبب تبعيتهم للاجنبي وعدم العدالة وأخذ حسن السيرة والتسيير ،وتزداد قوة ومتانة علاقات منتدى تعزيز السلم مع الأحكام والنظم القائمة بإلغائه شرعية التيارين الأسلامي الذي اعتبره إرهابيا رغم أنه لم يدعوا للجهاد إلا في فلسطين ، وعارض التيار التحرري القومي الذي تعارضه الحكومات الغربية سيدة النظم الوطنية في بلادنا المسلمة، بالأضافة إلى موقفه المناهض بقوة للجهاديين واعتراضه على منطلقاتهم وأسس اشتهاداتهم ، فجسد بفتاويه واشتهاداته دعما قويا من منطلقات دينية كانت تفتقر إليه كثيرا الحكومات التابعة للغرب وكان يفتقر إليه أكثر من تلك الحكومات الغرب نفسه الذي كان قد سقط عن سوآته آخر اوراق التوت التي كانت تستره قبل أن يقيض الله له متحدثين متمكنين حد التبحر في العقيدة والعلوم الإسلامية ينزعون الشرعية عن كل التيارات التي تعتبر الإسلام مرجعية واساسا لتوجهاتهم ، ويفتون بأولوية السلم مهما كانت الظروف، ويقولن باختصاص الحكام في تحديد المصالح واختيار الأنسب و في عقد الاتفاقيات والمعاهدات بما فيها التي مع المحتلين!!

إننا في الوضع الذي اتحد الغرب والحكومات في دعم ومؤازرة منتدى دعم السلم في المجتمع المسلم ، وهو تجمع يتشكل من علماء أجلاء موسوعيين وامام هذا الوضع اصبحنا لانعلم ماذا نفعل في أراضي محتلة ، وشعوب مضطهدة ،وهجوم على قيمنا غير مسبوق ، بفرض تفتيت الأسرة والفطرة السليمة ، وقبول المثلية الجنسية، ومشاهدة الأساءة على رسولنا الكريم تتمرر وباعتبارها الغرب حرية فردية ضرورية ،ونرى حرق وتمزيق المصاحف وحفلات التصفيق على الفعل الشنيع ،فما العمل ياسادة ؟ وكيف يكون السلام وكيف يكون الوئام ؟ وكيف تتم المحافظة على الكليات الخمسة إذا ضاع الوطن وضاع الدين وانعدم الامن!!!!

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية