الريادة

المفكر علي محمد الشرفاء يكتب :إلى أي حد شوه الاشرار رسالة الإسلام?

رسالة الإسلام عانت و تعاني من تسربات تاريخية عدائية حمل لواءها اليهود والمجوس الذين انخرطوا في الإسلام لتشويه الإسلام و بث السموم و أساليب التفرقة بين المسلمين ولم يجدوا لذلك سبيلا في النص المقدس, القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فعمدوا إلى حيل أخرى تمكنوا من خلالها من خديعة المسلمين في دينهم حتى وجدوا ضالتهم المنشودة في اختلاق الروايات و التأسيس لها و نسبتها إلى الدين و جعلها حقائق ثابتة و مرجعا للتشريع و ابتكروا لذلك اساليب أقنعت بجدية ما يقومون به من خبث ثم سوقوا هذه الروايات و سوغوها وجعلوها مكونة لهذا الدين و مرتكزا له و صرفوا بها الأمة عن متن القرآن, المصدر الرئيسي للدين الإسلامي, صرفوا المسلمين إليها والى تتبع نسبتها, فانطوى العقل العربي الإسلامي على نفسه و انشغل بحفظ و تتبع هذه الروايات دون تدبر و تبارت الفرق الإسلامية من خلال فقهائها و شيوخها إلى ترجيح الكفة لصالح هذه الشيعة على تلك . وأخذت كل شيعة تروج لمذهبها مما أدى الى الاختلاف أولا ثم, و بالتدريج, التنازع و التنافر و التناحر و غصت الامة الإسلامية حتى أذنيها بهذا الداء العضال و اخذت تتفنن في هذه الروايات واتخذتها مجالا مهما للتأليف مع ان القرآن موجود بيننا, قال تعالى: تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله و آياته يؤمنون( الجاثية 6). هذا كتاب الله ينطق بيننا بالحق فهلا رجعنا إليه نتلمس فيه الخلاص. تفشت المكيدة التي دبر اليهود و المجوس إذن و انتشرت في الإسلام انتشار النار في الخطب
الرقيق وانقلب أعداء الأمة على القرآن وأشاعوا الخطاب الديني و روجوا له باسم الفقه والعلم والروايات.
و هي لعمري ترهات وأباطيل تجانب الحقيقية وتخالف الصواب.
في دعوة الخطاب الإلهي المعادي للدخيل و الروايات المضللة ستجد, عزيزي القارئ, فهما حقيقيا لهذا الدين بعد أن روج الخطاب الديني لسرق الفقراء واختطاف حقوقهم بغير حق شرعي, حقوقهم في الزكاة عند المشرع تتمثل في الخمس الذي لا يطهر المال إلا به قال تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم و الله سميع عليم (التوبة.103).
وقد.حارب القران احتقار المرأة والتنكيل بها و الاستهزاء بها و بحقوقها التي أعطاها الله حين جعلها مساوية للرجل, لا يذكر ولا يوصف في القرآن الا ذكرت هي و وصفت
والعكس بالعكس. قال تعالى :(يايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (النساء,1) كذلك أعطي الإسلام لليتيم نصيبه كاملا, غير ناقص ووفى الجار حقه ……جميع الفقراء و المستضعفين استوفوا حقوقهم كاملة في القرأن ووجدت الحيوانات حقها في الرأفة والرحمة والمعاملة اللائقة
ووجد الإنسان أيا كان وأنى كان حق المعاملة الحسنة و انتشر العدل والتسامح والسلام والحرية فكيف يتحول الإسلام اليوم علي يد أشرار متطرفين و مهوسين وأعداء مدسوسين إلى إسلام يتخفى أهله كابن آوى لارتكاب الجرائم البشعة و يمارسون القتل و الإرهاب و تخويف البشرية حتى تحولت أمة الإسلام إلى مرادف للهدم و تحول الآخرون إلى مرادف للبناء?
الإسلام, إخواني الاعزاء,في أي أرض كنتم ومن أي جنس أنتم, حضارة تحمل الخير والقيم الفاضلة للبشرية و تخرجهم من الظلمات إلى النور .
ومهما حصل و مهما يحصل فسينتصر الحق على الباطل وستتم العودة إلى كتاب الله و ذلك تأكيدا لقوله تعالى:يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة 32).

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية