الريادة

الحرب في أوكرانيا ! معركة بين نظام دولي ظالم والتايقين للحرية والعدل/ سعدنا التراد

الأستاذ سعدنا التراد

الموقف البريطاني من روسيا ليس وليد اليوم فقد كانت بريطانيا على مر التاريخ تشعر بتلك العقدة المؤلمة من أي نفوذ روسي فقبل الحرب العالمية الثانية دعى تشرشل أوروبا إلى التوحد لغزو روسيا لإسقاط الثورة البلشفية وكانت بريطانيا راس الحربة في وجه روسيا والاتحاد السوفيتي الوليد .

 وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية نرى البريطانيون وعلى لسان نفس اتشرشل يدعو إلى مناصرة الروس في وجه العدوان الألماني ! ليست هذه الدعوة بباعث انساني بحت بل لغرض التنصل دون خجل من تلك التصريحات العدوانية ضد روسيا ولكي تدخل روسيا أكثر في الحرب حتى يخف الضغط على بلاده المدمرة من قبل الالمان وقد تدخل الروس فعلا وكان دخولهم للحرب حاسما إذ حرروا أوربا الشرقية ودخلوا برلين وكان الانجلو ساكسون في سباق مع الزمن حتى لا يدخل الجيش الروسي باريس! وفي وقت قياسي عادت العقدة الروسية لتقض مضجع الانجلو ساكسون مجددا وبدأت الحرب الباردة حيث شيطن الاعلام الانجلو ساكسوني روسيا وسعوا إلى تدمير الإتحاد السوفييتي وظلوا كذلك حتى تحقق لهم ذلك بفضل عملاء من العرب.

 ان موقف بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا ونيوزيلاندا بقي ثابتا ضد الإمبراطورية الروسية ! عقدة لانفهم اسبابها .

 ان موقف الانجلو ساكسون من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يظهر مستوى النفاق والكذب ففي حين يحتل الانجلو ساكسون فلسطين عبر قاعدة احتلال دائمة سموها (اسرائيل) واعطوها حكما ذاتيا وفي حين يغزوا الانجلو ساكسون العراق وليبيا ويحتلون الأراضي السورية ويفرضون الحصار الظالم على كل من لا يخضع لإملاءاتهم (فنزويلا كوبا كوريا الشمالية) مثالا .

 في ظل كل ما ذكرنا يتبين أن هذا الموقف الشديد من روسيا حول أوكرانيا ليس الغرض منه الحق ابدا فهؤلاء الانجلو ساكسون اينما كانوا كان الحق والعدل في الجهة المقابلة. فعن أي عدل يمكن للظالم ان يتحدث وعن أي سيادة يمكن للغزاة ان يتحدثوا ؟! ان العالم بأمس الحاجة لنظام دولي لا هيمنة للانجلو ساكسون فيه فهؤلاء منذ سطوع نجمهم والبشرية تعاني الظلم والنهب والاضطهاد فنفس هؤلاء الذين يتحدثون عن حقوق الانسان وعن الكرامة الانسانية هم من اهان الإنسان وهم من احتل أراضي الغير واباد شعوبا بأكملها (الهنود الحمر) وهم من غزى دولا مستقلة لأنها حرمت المخدرات في بلدها (,حرب الافيون) حرب الافيون هذه التي ستظل وصمة خزي وعار على جبين اصحابها ! هؤلاء الذين يدعون الإنسانية والمتباكين على سيادة الدول هم من اعتدى على بنما الصغيرة دون وجه حق واذل شعبها عبر القاء القبض على رئيسها في قصره لم يراعوا جوارا ولم يهتموا لحقوق شعب وهم من يدعي نفاقا قيم الإنسانية ! ان أوكرانيا جزء من روسيا تاريخيا ومن حق روسيا ان ترفض ان تكون اوكرانيا عضوا في النيتو وهل نسي الانجلو ساكسون أزمة خليج الخنازير او ما يسمى أزمة الصواريخ الكوبية ؟ ام أنهم كما عودونا القوانين الدولية ينبغي ان تتماشى مع ما يرون هم لانهم يرون أنفسهم الممثل الوحيد للعالم ؟ لقد قرر الروس وضع حد لتقدم الانجلو ساكسون في أوكرانيا ولن يتراجع الروس .

 واي نجاح للروس هو سقوط لهؤلاء لانهم استثمروا كل ما لديهم في أوكرانيا لأهميتها وسيجدون انفسهم في وضع خاسر وخسارتهم بدأت فعلا بفشل عقوباتهم الاقتصادية وسقوط عملتهم الدولار وانتشار التضخم حيث تحولوا لمطبعة تطبع دون ضابط ! ان الشعوب المستضعفة في افريقيا واسيا وامريكا الجنوبية كلها تتطلع لهزيمة حلف الشر الانجلو ساكسوني واتباعه من دول أوربا الغربية غير المستقلة ! وهذه الهزيمة بدأت تلوح جلية فالروس فهموا ان المعركة ليست أوكرانيا ولكنها معركة وجود بدأت بالاقتصاد لذا فالروس لم يعودوا يسعون إلى إنهاء المعركة لأنها صارت وسيلتهم لاستنزاف الاقتصاد الانجلو ساكسوني لذا فهم يتبعون سياسة القضم البطيء وهذا ما يجعل الانجلو ساكسون يحنون جنونهم ! ان الرئيس الاوكراني هو بهودي يحمل الجنسية البريطانية وهو اولا وقبل كل يعمل للانجلو ساكسون قبل أوكرانيا وهذه الحرب هي حرب الدولار والنظام العالمي ضد روسيا التي قررت هزيمة نظام القطب الواحد وقررت هزيمة الدولار عندما فررت بيع صادراتها بالروبل الذي صعد وسقط الدولار ! انتا كضحايا لهذا النظام الدولي الافل ليس امامنا من خيار الا الوقوف إلى جانب روسيا ولو بالقلب لأننا لا نملك ما نساعد به غير قلوبنا نسأل الله السلامة والعافية لامتنا العربية ولكل الإخوة المسلمين في أنحاء العالم! سعدنا التراد

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية