الريادة

فلسطين، ثمانون عاما من استجداء الشرعية الدولية تكفي..

عبد الله معاوية محمدي

ليس غريبا أن يقتل الصهاينة اليهود شخصا أعزل بدم بارد، فأكثر ما يبرع فيه هؤلاء القتلة هو الاستئساد على العزل…
وليس غريبا أن تساند القوى الغربية: فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، ومن يسير في فلكهم، جرائم هؤلاء الصهاينة… فإسرائيل نبتة خبيثة زرعتها بريطانيا، وسقتها الولايات المتحدة حتى قامت قامت ساقها، وسيجت عليها بعصبة الأمم وبالأمم المتحدة حماية لها حتى أخرجت ثمارها المرة التي يتجرعها العالم منذ أكثر من ثمانين عاما: قتلا ودمارا…
ليس كل ذلك غريبا، فالأمر من مأتاه لا يستغرب… ولكن الغريب أنه ما زال من العرب والمسلمين من يطمع في العدل والإنصاف من هذه القوى التي هي سبب وجود إسرائيل والحامي الوحيد لها، ويعيدون نفس الإسطوانة المشروخة، إسطوانة المجتمع الدولي، والعدالة الإنسانية، واستجداء الضمير الإنساني عند القوى العالمية…
لم تغن هذه الإسطوانة شيئا عن الحاج أمين الحسيني ورفاقه في اللجنة العربية العليا، ولا عن السادات ونظامه، ولا عن عرفات وزملائه، ولا عن عباس وخونته، ومع ذلك ما زال حكام العرب والمسلمين يسيرون في نفس النفق المظلم لأكثر من ثمانين عاما وكأنهم منومون مغناطسيا، كأن عقولهم محنطة ولا تحس بحركة التاريخ…
يقول المثل الشعبي: إن الكذبة الأولى قد تملأ جراب صاحبها، ولكن الكذبة الثانية ستفرغ ذلك الجراب من محتواه… ذلك أن ما بني على أساس باطل فمصيره الزوال لا محالة.
لكن كذبة إنصاف الأمم المتحدة والقوى الغربية للفلسطينيين، التي تتكرر يوميا منذ ثمانين عاما مازالت تملأ أفواه قادتنا، وتصم آذانهم وتعمي أعينهم، وتضرب على عقولهم حجابا كثيفا يعميهم عن الحقيقة الماثلة: إسرائيل خنجر غربي أممي في خاصرة العرب والمسلمين، ولن تعيدها قرارات الأمم المتحدة ولا صحوة الضمير الغربي، بل لا تستعاد إلا بالجهاد في سبيل الله، ودعم المجاهدين المخلصين.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية