الريادة

ماكرون يعتبر أن حكومته قادرة على”القيام بعمل أفضل” وأن على الفرنسيين “قبول الواقع”

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الإثنين في رسالته لمناسبة العام الجديد أنّ الحكومة الفرنسيّة “يُمكنها القيام بعمل أفضل” لتحسين حياة المواطنين، وذلك بعد أسابيع من تحرّك “السُترات الصفراء” احتجاجًا على الأوضاع الاجتماعيّة.

وقال ماكرون في خطاب متلفز من قصر الإليزيه “يُمكننا القيام بعمل أفضل، وعلينا أن نقوم بعمل أفضل”، لكنّه طالب الفرنسيّين بـ”قبول الواقع”.

وأضاف “دعونا نتوقّف عن تشويه صورتنا وعن التظاهر بأنّ فرنسا بلاد لا يوجد فيها تضامن وحيثُ يجب دائمًا إنفاق المزيد”، وذلك في وقتٍ كانت هناك تجمّعات لـ”السترات الصفراء” في باريس ومدن أخرى.

وعبّر ماكرون عن الآمال بمزيد من “الحقيقة والكرامة والأمل” في العام 2019.

وقال “نحن نعيش في واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، (ولدينا) بنى تحتيّة هي من بين الأفضل في العالم”.

وتابع “إنّنا ندفع القليل أو لا شيء من أجل تعليم أولادنا، ونتلقّى طبابة على أيدي أطبّاء ممتازين بأقلّ التكاليف”.

غير أنّ ماكرون أقرّ بالحاجة إلى تحسين الخدمات العامّة، ولا سيّما في المناطق الريفيّة.

وبينما كان الرئيس يُلقي كلمته، تجمّع متظاهرون يرتدون سترات صفراء في باريس ومدن كبيرة أخرى للمطالبة بمزيد من الإجراءات لصالح الفقراء العاملين.

وانضمّ عشرات المتظاهرين إلى عشرات آلاف السيّاح الذين تجمّعوا في جادّة الشانزليزيه الشهير في باريس الذي كان قد شكّل في وقت سابق مسرحًا لمواجهات بين المتظاهرين والشرطة.

وكان محتجّو “السترات الصفراء” قد وجّهوا دعوة عبر فيسبوك إلى تجمع “احتفالي وغير عنيف” في الشانزيليزيه الساعة 20,00 ت غ لمناسبة الانتقال إلى السنة الجديدة “التي ستكون غنية بالتحولات والانتصارات”. وقد أعلن حوالى عشرة آلاف شخص أنهم سيستجيبون لدعوتين مختلفتين صدرتا بهذا الشأن.

وعمدت السلطات إلى تشديد التدابير الأمنية في باريس ومدن كبرى أخرى وُجّهت فيها هذه الدعوات، ولا سيّما على جسر أكيتين في بوردو.

وفُرضت منطقة أمنية اعتبارًا من الساعة 16,00 ت غ الإثنين حول الشانزيليزيه وساحة “ليتوال”، ولا سيما مع المخاوف من وقوع اعتداءات.

وفي رأس السنة الماضية، تمّت تعبئة حوالى 140 ألف عنصر من قوى الأمن وفرق الإغاثة على كامل الأراضي الفرنسية.

واغتنم ماكرون فرصة توجيه تمنّياته إلى الفرنسيين مساء الإثنين، لمحاولة إعادة ولايته الرئاسيّة إلى مسارها، فيما يتمسّك محتجّو “السترات الصفراء” بموقفهم.

ويُواجه ماكرون تحدّيًا مزدوجًا يقضي بتهدئة الغضب الشعبي وإعادة إطلاق برنامجه الإصلاحي. وهو تعهّد بـ”ضمان النظام الجمهوري بدون أيّ تساهل”.

وفي وقت تُجرى انتخابات البرلمان الأوروبّي في أيّار/مايو، أعلن ماكرون أيضاً عن خطط لطرح “مشروع أوروبي مجدّد” يُركّز على نواح بينها العدالة الماليّة والزراعة والهجرة والأمن كمجالات تحتاج إلى إجراءات أوروبّية مشتركة.

وبَثّت كلّ الشبكات التلفزيونيّة الكبرى كلمة الرئيس في الساعة 20,00 ت غ.

وكان أكثر من 23 مليون شخص شاهدوا الكلمة التي ألقاها ماكرون في 10 كانون الأول/ديسمبر، حين وعد بعشرة مليارات يورو من المساعدات لدعم القدرة الشرائية، استجابة لمطالب المحتجّين.

– إخماد الغضب –

ورهان ماكرون في تمنّياته لرأس السنة هو الإقناع بقدرته على الإصغاء أكثر وإبداء مزيد من التعاطف، بعد العبارات التي صدرت عنه وصدمت قسمًا من الرأي العام، مثل كلامه عن “عبور الطريق فقط للعثور على عمل” و”كمّية جنونية من النقود” و”غاليّين معاندين”.

وعلّق غاسبار غانتزر المستشار الإعلامي للرئيس السابق فرنسوا هولاند والمقرّب من ماكرون متحدّثًا الإثنين لإذاعة “فرانس إنتر” أنه بمواجهة “قلّة الشعبيّة الصعبة هذه” من “الصعب تخطّي الأمر والنهوض من جديد، لكن لا حتميّة في السياسة”.

من جهتها رأت المتحدّثة باسم حزب “الجمهوريون” لورانس ساييه لإذاعة “إر تي إل” أنّ على الرئيس مساء الاثنين أن “يُثبت أنّه يطوي فعليًا صفحة الازدراء والغطرسة والكذب ويغيّر سياسته”.

وهذه التمنّيات للأمة وفق تقليد جمهوري أبقى عليه ماكرون، منحته فرصة للتحدّث عن المستقبل، والإعلان عن إصلاحاته للعام 2019 التي تبقى في طليعة أولوياته، خصوصًا إصلاح نظام التقاعد والوظيفة العامة، إنما كذلك عرض مبادراته الجديدة، بدءًا بذلك “النقاش الوطني الكبير” المقرر تنظيمه بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس والذي تأمل منه السلطة التنفيذية أن يخمد غضب “السترات الصفراء”.

وينطوي مطلع العام 2019 على عثرات أخرى، مثل بدء تطبيق الزيادة بقيمة مئة دولار لذوي الأجور المتدنية، وكذلك بدء اقتطاع الضرائب مباشرة من الأجور، مع ما يمكن أن يطرأ عليه من عوامل غير محسوبة.

على صعيد آخر، عادت قضية ألكسندر بينالا إلى الظهور، بعدما شكلت المسألة خلال الصيف ضغطا على قصر الإليزيه، إذ أكد الموفد الرسمي السابق للرئاسة مساء الأحد لموقع ميديابارت أنه بقي على تواصل منتظم مع ماكرون حتى بعد تسريحه.

ودعت نائبة رئيس حزب “موديم” ماريال دو سارنيز الأحد الرئيس إلى الخروج من الأزمة بصورة مشرفة بـ”إعادة تأسيس الدولة” و”جمع مروحة واسعة من التوجهات الديموقراطية الكبرى في البلاد”.

أخبار ذات صلة

ماكرون يبلغ تبون رغبة فرنسا في استئناف العمل مع الجزائر

Bilal Aly

7 جرحى بانفجار في ليون الفرنسية

Bilal Aly

الخارجية الفرنسية: باريس تدين القصف التركي في أربيل “

Ethmane Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية