الريادة

#نسخة مُشوهة من كُتيب مهرجان المسرح الموريتاني/عالي ديدة

شعار المهرجان الوطني للمسرح الموريتاني

كمسرحي موريتاني،..كوا حد من الذين انتظروا هذه الحظة ،..كأي فنان آخر احترق بصمت،.. كأي ممثل تعرق بشكل مستمر وهو يلهثُ بعد نهاية عرض مسرحي،. كأي كائن من هذه الكائنات التي تحسب نفسها على المسرح، ..وكواحد من الذين استفادوا كثيرا من انجازات الهيئة العربية للمسرح في موريتانيا، والتكوينات خارجها،.. وكواحد من الذين حلموا دائما بمهرجان وطني للمسرح تلتقي فيه كل الفرق والجمعيات الوطنية،.

وان يكون بمثابة حدث وطني من شانه ان ينعكس إيجابيا على تنمية المسرح الموريتاني، وان يحفز السلطات الرسمية لتعترف و تقتنع بأن المسرح والفن عموما هو الوسيلة الوحيدة “تقريبا” لحل كل النزاعات والخلافات الطائفية والمجتمعية.

 

كَكل ذلك؛ كنتُ سعيدا جدا فور أن وصل إلى مسامعي أن حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي اعلن في مهرجان سابق بالإمارات العربية المتحدة أنه يريد إنشاء عدة مهرجانات عربية في عديد البلدان التي تفتقر الى فعاليات مسرحية وطنية، ومن هذه الدول موريتانيا.

لكل هذا كنت سعيدا جدا بان أن الحلم أخيرا سيتحقق، و كواحد من المهتمين بالتفاصيل الدقيقة كنت متابع لحظة بالحظة لكل الاتفاقيات التي اجرتها الهيئة مع وزارتنا الموقرة والشركاء في تنفيذ مشروع المهرجان، وكنت- ما استطعت إلى ذلك سبيلا- احشر نفسي في كل اجتماع وطني بهذا الخصوص، وكانت الأوراق تسير بشكل رائع جدا وهذا ما زادني حماسا وتعلقا بإنجاز هذا المهرجان.

أخيرا تم الإعلان عن الاتفاقية ، لتتشكل بعد ذلك ادارة المهرجان المكونة من خمسة أفراد وطنيين بعضهم له علاقة بالمسرح ومنهم من خوله منصبه في الوزارة إلى التواجد بين اعضاء الجنة العليا للمهرجان، وبحكم تواجد خبراء مسرحيين وطنيين في اللجنة العليا للمهرجان كنت مسرورا بأن العملية ستسير بحسب ما هو مرسوم ومخطط له سلفا مع الهيئة العربية للمسرح، وفي اجتماع سابق للَجنة مع ممثلين عن الفرق المشاركة تم نشر كل أوراق المهرجان على الطاولة وكانت تلك خطوة رائعة جدا، يمكن إضافتها إلى الحسنات القليلة للجنة العليا، وبدأت مرحلة تنفيذ المشروع، وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان وما لم يكن متوقعا، بل انه بعيد جدا عن الشفافية التي ادعتها اللجنة في الاجتماعات الأولى لتحضير المهرجان، تجاوزات عديدة ومغالطات لا يمكن السكوت عليها ، يمكنني حصرها في عدة نقاط تأتي كالتالي:

١_مدير المهرجان الوطني للمسرح الموريتاني ،هو نفسه رئيس جمعية المسرحين الموريتانيين ،”والتي ليست اتحادا لكل المسرحيين الموريتانيين بل هي فرقة مسرحية شأنها في ذلك شأن نادي الرواد، او فرقة لكصر، او فرقة شروق، او گاليليگام،،،،إلخ”.

٢_هو نفسه عضو لجنة اختيار العروض المشاركة في المهرجان،

٣_وهو نفسه رئيس جلسة ندوة “قراءته في تجربة ٩ سنوات من المسرح المدرسي،

٤_وايضا هو مكون رئيسي في ورشات إعداد الممثل ،

٥_وقد يكون رئيسً لجنة التحكيم من يعلم !؟

 

مالم أستطع أن أفهمه أو أن #أبتلعه هو كيف يمكن لرئيس فرقة مشاركة أن يكون هو كل شيء في المهرجان بما في ذلك، إدارة المهرجان والتحدث باسمه امام الشركاء و وسائل الاعلام!؟

إن الإجابة على هذا السؤال تقودنا للعضو الثاني من اللجنة العليا، الذي شغل هو لأخر عدة مناصب في نفس المهرجان، مت بينها انه :

١_رئيس لجنة الاستقبال.

٢_ومدير جلسة نقاش ندوة “أي مسرح نريد!؟”

٣_وهو مكون في ورشة “إعداد الممثل”.

تختصر كل هذه المهام الكثيرة والمتشابكة المتداخلة في شخص واحد. بينما المفروض أن يفتح المهرجان المجال امام جميع المسرحيين الموريتانيين -وليس ان يحتكر الامر والنهي خلاله جمعية المسرحين التي هي مجرد فرقة منافسة-، ونتيجة لذلك فقد افتقد الجميع ذواتهم في المهرجان بعدما اقتصرت الفائدة والاستفادة معا على ثلة محددة ومعروفة. لماذا؟

*بشأن اختيار العروض المشاركة:

 

_ بعض الفرق التي تقدمت للمشاركة تم رفضها بدون أي مبرر واضح، ما هو مؤكد منه أن ليس للأمر علاقة باستيفاء هذه الفرق لشروط التقديم،

_ تم قبول بعض العروض حتى دون إرسال النصوص إلى لجنة اختيار النصوص، وذلك لغاية في نفس القائمين على المهرجان، وهو الأمر الذي ينفي الحيادية التامة في اختيار العروض المتقدمة،

_ قبول بعض الفرق المشاركة فقط لعلاقتها الطيبة مع ادارة المهرجان والقائمين عليه، مما يعني اقصاء الطرف الآخر، وهذا ما لم نكن نعتقده لأنه من شروط التقديم للمهرجان أن ترسل كل فرقة خمسة نسخ من النص بالإضافة الى الورقة الفنية للعرض، لكن هذا المعيار استوفته فقط فرقتان حسب علمي من بين كل الفرق المشاركة.

* مشاهدة العروض :

_بعض العروض تم قبولها في المهرجان حتى دون حضور اللجنة لعروضها التجريبية ومعرفة أي عمل تنوي هذه الفرقة تقديمه مع العلم أن بعض الفرق شاركت في المهرجان كأول تجربة لها في ما يعرف بالفعل المسرحي بداية من المخرج وانتهاء بالممثلين والتقنيين.

_ بعض العروض لم يحضر لمشاهدتها غير مدير المهرجان فقط، وهو عضو واحد من لجنة الاختيار مع أن ذلك يتنافى مع سياسة تنظيم مهرجانات من هذا النوع حيث يلزم الموقف “الحياد التام” ومراعاة استكمال الشروط الموضوعية ليس فقط في الفرق بل الإدارة نفسها.

_ بعض العروض تمت مشاهدتها من أفراد نافذون داخل مسابقة المهرجان بصفتهم اعضاء في اللجنة الإعلامية للمهرجان، وهذا خطأ أخر، كيف لمشارك في المسابقة أن يكون عضوا في أي من لجان المهرجان أحرى أن يشاهد عروض من سيتنافسون معه على جوائز المهرجان!؟ وهذا دليل واضح على أن القائمين على المهرجان انتدبوا للعمل في المهرجان معارفهم وعلاقاتهم الضيقة .

وهنا حتى أكون صريحا معكم لا يمكن أبدا بحال من الأحوال القول بأن إدارة المهرجان لم تكون سوى جمعية المسرحيين الموريتانيين، والتي كما قلنا سابقا ليست إطار جامعا او ضاما لكافة المسرحيين الموريتانيين بل هي فرقة مسرحية فقط حالها حال بقيةُ الفرق، كما اشرنا إلى ذلك سلفا.

 

* تحضير قاعة العرض:

_لاشك أنه في بنود الاتفاقية كانت هنالك مبالغ مخصصة لتجهز قاعة العروض بالأجهزة والستائر الضرورية بما في ذلك الصوتيات والإضاءة وهذا ما لم يحدث أبدا، وقد اتضح الامر اكثر خلال حفل الافتتاح الذي ظهر امام الجمهور باهتٌا و ذابلا، بداية من كلمة الافتتاح إلى تكريم رائد وسفير المسرح الموريتاني ابراهيم ولد سمير، فهذا الأخير كانت إدارة المهرجان قد صرحت في وقت سابق عن رغبتها في إطلاق إسمه على الدورة لأولى لكن الجميع تفاجأ بعدم ظهور اسمه على ملصقات المهرجان قبل ان يضغط بعض اصدقاء المرحوم وعائلته على الفيسبوك، من خلال فضح اسلوب إدارة المهرجان وجحدانها لمعروف الفنان الراحل. وهو ما دفع الأخيرة لمحاولة تدارك الموقف، لكنها تلكات فوقعت في ما هو اشنع عندما حاولت تصحيح “تنكرها” غير الأخلاقي وغير الإنساني، فتصرفت امام الجمهور الذي غصت به قاعة العروض وأمام الرسميين والجمهور وعائلة ومحبي المرحوم بشكل ساقط، مبكٍ وحقير، استدعت نجل المرحوم ليس لتكرمه او تسلمه اشادة او إفادة او درع استحقاق لوالده ولكن لتسلمه شيكاً، وتمن به عليه في موقف مخجل ولا يمكن أن يكون تصحيحا للخطأ الفادح الذي وقعت فيه اداره المهرجان.

إن عظيما مثل إبراهيم لا تكرمه أموال الدنيا بأكملها، أخرى حفنة من الأواق والدريهمات لا تغني ولا تفيد ولا تعبر عن قيمة الراحل ولا عن مشواره الفني ومساهماته في المسرح الوطني، إن ما يزيد من حنفي هو تنكر هذه الإدارة لزميلنا المبدع وعدم تخصيصها لأي ندوة او حلقة نقاش تخص مسيرته او ذكر إنجازاته الكبيرة في المسرح الموريتاني، او التهريج على بعضها ولو بالقليل،.. فهو مارس المسرح حبا منه فيه، وليس هرولة خلف المال والشهرة، على عكس القائمين على هذا العمل الذي كان من المفترض أن يكون ملتقى للعمل المسرحي ملتقى للحب والسلام والتعايش السلمي.

_ كل امكانيات المهرجان تم توفيرها خدمة للعرض المسرحي الذي عرض في الافتتاح الرسمي والذي ظهر تحت اسم “دبيب القاع” بحيث تم تجهيز القاعة بشكل كامل، ليتم بعد ذلك تنحية الإضاءة و الصوتيات عن بقية العروض المشاركة، مع العلم أن هذا العرض هو الذي يمثل الجمعية التي جعلت من المهرجان خاصتها، وحدها لا شريك لها فيه، وكان من الأولى بها أن تطلق عليه تسمية “مهرجان الجمعية” وليس مهرجان المسرح الوطني.

_ الخشبة كانت خالية تماما من التعديلات التي كانت موجودة في اليوم لأول وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن إدارة المهرجان سخرت إمكاناتها خدمة للعرض المرتبط بها فقط.

_ تقني الإضاءة لم يكن موجود في بقية أيام المهرجان على غرار اليوم لأول، الأمر الذي جعل كل فرقة تقدم عرضها بنفس الإضاءة التي قدمت بها الفرقة التي سبقتها.

* الإعلانات والملصقات:

_ تغييب أسم المرحوم إبراهيم سمير عن الملصق الرسمي للمهرجان.

_في الإشهارات الرسمية المنصوبة عند البوابة الرئيسية تم تغييب لوغوهات وشعارات بعض الفرق المشاركة، دون تحديد الأسباب، ومن هذه الفرق ، فرقة نواذيبو وفرقة شروق المسرحية.

* الفيديو الذي تم عرضه في ليلة إفتاح المهرجان لا علاقة له بالتحضير للمهرجان ، فهو يحتوي صور من 2002,2003 تتضمن فقرات من جمعية التواصل للمسرح ، وبعض الفيديوهات للمخرج بابه ولد ميني من اعمال كان قد قدمها في مسيرته الفنية لكن ذلك لا علاقة له بالمهرجان، ولا بالتحضيرات التي ترتبط به ولم يحوي الفيديو سوى على ثلاثة صور او اربعة من الاعمال المشاركة في المهرجان وتم تغييب بقية الأعمال.

*الوفود المشاركة من خارج العاصمة:

 

١، تم حشرهم في شقة بسيطة جدا ولا تسع فرقة كبيرة مكونة من عشرة اشخاص،

٢، رداءة الخدمات المقدمة لهم بحيث أن وجبتي الغداء والعشاء كانتا تصلان في وقت متأخر، وتكون غالبا رديئة الطبخ، بحيث أصبح كل وفد يقوم بالصرف على نفسه بنفسه ،

٣،مكان إقامة الوفود المشاركة من خارج العاصمة لم يكن محروسا، وكان في الركن القصي من العاصمة وفي مكان مليء بالمجرمين.

*انتداب لجنة التحكيم

_وقع اختيار رئيس لجنة التحكيم على الدكتور أحمد مولود ولد أيده الهلالي وهو رجل مسرح حقيقي، لكن من خلال النتائج تبين أن الرجل كان مجرد إسم كبير وضعته اللجنة ولم يكن له كامل الحق في اختيار الفائزين، وقد تكون النتائج وصلته حتى قبل ليلة الختام .

_عضو الجنة الثاني هو رجل مسرح شعبي ليس علاقة بالمسرح الاحترافي وليس صاحب تجربة في مجال الكتابة المسرحية ولا الإخراج المسرحي ،

عضو اللجنة الثالث، هو صحفي او اعلامي لا يعرف عن المسرح إلا مفردة مسرح، اعتقد جازما أنه اختير لعلاقته الطيبة بمدير المهرجان، فهو صديقه وكاتب سلسة تلفزيونية كان الاخير قد أخرجها قبل اعوام.

العضو الرابع في لجنة التحكيم، متغافل قديم من اهل المسرح، نسي قواعده المسرح فأعادوه ليشاهد العروض المسرحية، وهو اشبه “بشاهد ما شافشي حاجة”!

عضو الجنة لأخير هو رجل من اهل التراث، والدي وخبير في الأمم المتحدة وله اهتمامات بمجال الحفريات ربما لا أعرف اي علاقة تربط الحجارة بالمسرح وما علاقته هو بلجنة التحكيم!؟

ولذلك جاءت كل النتائج صادمة وغير متوافقة مع أراء الجمهور الذي شاهد العروض بأكملها واعتقد أن عين المشاهد هذه المرة لم تكن ميزانا، بل خذلته كما خذل القائمون على المسرح مهرجانهم.

في الختام أعتقد أن الحلم الوطني للمسرح لن يتحقق مالم تكن الهيئة العربية بنفسها هي من يقوم على هذا المهرجان بداية من اللجنة العليا للمهرجان إلى اعضاء لجنة التحكيم، أما عن الكفاءات الوطنية الذين تعتقد الهيئة انهم أقدر على إدارة هذا المهرجان فهم ليسوا كذلك، بل مجرد مرتزقة يلهثون خلف جيوبهم ويتحينون الفرصة ليملئوا بطونهم، أخلص القول إلى انني كمسرحي شارك في هذه المهزلة لست راضٍ تماما عن المهرجان ولا عن القائمين عليه، وعلينا جميعا كمسرحين أن نوحد الصفوف في الدورة القادمة للمهرجان -هذا إذا كانت هنالك فعلا دورة قادمة- للتخلص من الذين يحسبون انفسهم على المسرح، وهم في الحقيقة مجرد مرتزقة، أقول قولي هذا واستغفر الفن لي ولكم .

أخبار ذات صلة

بعثة من الهيئة العربية للمسرح تزور موريتانيا

مصطفى سيديا

نواكشوط:تعينات واسعة في اعقاب مجلس الوزراء

Bilal Aly

عروض غنائية وموسيقية ومسرحية بمهرجان القدس

Bilal Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية