الريادة

مفهوم الفساد وتأثيره علي مؤسسات الدولة / السيد ولد صمب انجاي

السيد ولد صمب انجاي
السيد ولد صمب انجاي

الفساد ظاهرة قديمة  وآفة  عالمية  تستنزف  الطاقات الإقتصادية؛ وتوسع دائرة الفقر ؛ وقد حظيت دولتنا بنصيب الأسد من تلك الظاهرة ؛ فمالذي نعنيه بالفساد ؟ وما أنواعه؛ وهل يمكن القول إن السلطة السياسية يمكن أن تلعب دورها من خلال مؤسساتها الرقابية للحد من هذه الآفة الخطيرة أم أنها تعتبر راعيا أساسيا له ؟ .

يتمثل الفساد بكونه مجموعة من الأعمال والأفعال اللاشرعية والمشبوهة في الوظائف العامة ؛ كالرشوة واستغلال النفوذ والمناصب …إلخ أو استغلال السلطة من أجل المصلحة الخاصة ؛ و يتجلي الفساد و يتمظهر  من خلال عدة  مظاهر ؛ أولا  الفساد  السياسي ؛ وهو كل ما يتعلق بسوء إستخدام السلطة والنفوذ والمناصب الحكومية العليا ومادون ذلك من قبل النخب الحاكمة والأحزاب المسيطرة علي المشهد ومؤسسات الدولة ؛ كما أننا نجد نوعا من الفساد يتمثل فى الفساد الإداري وأهمه بصفة عامة وأشهره الرشوة واستغلال المنصب العام ؛ إضافة للاختلاس الذي يقوم به الموظف ؛ وإذا كانت القيادة الإدارية فاسدة أدي ذلك لامحالة بالصلاحيات إلي إفساد تابعيها .

واضافة لما ذكرنا هناك نوع من الفساد ألا وهو الفساد المالي ويكمن في سرقة المال العام والخاص ؛ والابتزاز  الذي يمارسه  الفاسدون من أجل الحصول علي مصلحة  ضيقة ؛ ضف  الي ذلك الفساد  الأخلاقي القيمي والذي شاع وانتشر في الآونة الأخيرة  انتشار النار في الهشيم ؛ إنه يتمثل أساسا في الاعمال التي لا تتماشي والآداب والحياء العام المنافي  لأخلاق مجتمعنا السمحة  القائمة علي الاستقامة والعدل ؛  ومما لاشك فيه أن هذا الفساد يقع بالدرجة الأولى علي عاتق الموظفين كاستخدامهم للتزوير وانتهاك القوانين التي تعتبر مرجعية لذلك المجتمع ؛ ومما يفافم ظاهرة الفساد بشكل عام غياب الرقابة الدستورية والنأي عن المساءلة والمتابعة القانونية ؛ إضافة الي عدم الفصل بين السلطات  التنفيذية والتشريعية والقضائية ؛ مما يحدو بنا إلي القول إن النظام السياسي الفاسد  له دور في استشراء هذه الظاهرة ؛ فكلما كان يقوم باحتكار السلطة والانفراد بها لصالحه والاستئثار بها  ؛ كلما كان ذلك عاملا رئيسيا في وجود بيئة صالحة لترسيخه ؛ فالفساد يتجلي في كونه إساءة لاستخدام السلطة من أجل مكاسب شخصية آنية وله عواقب وخيمة يمكن رصدها تباعا : 

1 _  انخفاض مستويات الإستثمار 

2 _ انخفاض مؤشر النمو الاقتصادي 

 3 _ اللامساواة وارتفاع منسوب الفقر المدقع 

4 _ تعرض البلدان المتضررة منه لأزمات وكساد مالي 

5 _ الاضطرابات والبلابل الإجتماعية التي تأتي عفوية 

وهكذا نخلص في نهاية المطاف الي أن الفساد يقصم ظهر اقتصادات الدول الصناعية الكبري ؛ فما بالك بالقارة الإفريقية الهرمة والهشة اقتصادويا  التي ينخرها الفساد خاصة بلادنا التي تؤوي المفسدين وتخلع عليهم صفة البطولية ؛ ولاريب في أن الأسباب الكامنة وراء تزايد هذه الظاهرة راجع الي الفساد السياسي المتمثل في فساد السلطة التي هي رأس الحربة في كل شاردة وواردة ؛  التي تحمي المفسدين والمرتشين ؛ فالرشوة التي هي جزء من الفساد أصبحت جزءا لا يتجزأ من الصفقات التجارية الرائجة؛ فهي تبدد ريع الجهد الاقتصادي للدول خاصة  الإفريقية؛ وليست دولتنا بمعزل عنها ؛ الأمر الذي ينتج عنه تكاثر وتيرة  ظاهرة الفقر .

 فإلي متي  تتم الملاحقة القانونية للفاسدين والمفسدين كأنجع وسيلة للحد من إنتشار ظاهرة الفقر التي أرقت وتؤرق حكامنا  ؟ .ذ /

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد

أخبار ذات صلة

رئيس حكومة الوفاق الليبية: يدعو إلى “نظرة موحدة” حول الملف الليبي في اجتماع باليرمو

Bilal Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية