الريادة

لماذا نلزم انفسنا بخط معين لايتغير؟!!!/ التراد ولد سيدي

إننا باستخدامنا لعقولنا نمارس حقنا في الوجود ، ودورنا ومسؤولياتنا التي رتبها الله علينا، أنعم الله علينا بإعطائنا العقول وأكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات، ومن علينا سبحانه وتعالى بالإسلام، نحمده بجميع محامده ونشكره على تفضله وآلائه وأنعامه، إذ انتقدنا فعلا أو قولا من أجل إظهار حق وإبطال باطل لانعادي من أجل المعاداة ولانحابي من أجل المحابات، لا نختزن في ذاكرتنا مواقف مسبقة ننطلق منها، تقيدنا وتؤثر في رؤيتنا، لانعادي أي حزب أو حركة أو جمعية ،ولا نحتفظ بمواقف اتجاه أي رئيس حكم موريتانيا ممن مضوا ومن مازالوا يواصلون التشبث بالحكم وممارسة السلطة، لا نكن عداء لأحد منهم مهما كان اختلافنا معهم وإبداء الأنتقاد لسياساتهم وإننا نتفهمهم وندرك الكثير من أسباب القصور في سياساتهم و نشتهد لإيجاد تفسير لبعض الأخطاء التي ارتكبوا ضدنا أو ضد من اعتبروه خطرا عليهم أو على الوطن ونتفهم دوافعهم التي يغلب على أكثرها الخوف على مناصبهم وتضخيم مايقدم إليهم من المخابرات ومن المتملقين لهم،

وبالنسبة لمن يخالفنا في السياسة من الأحزاب والاتجاهات المختلفة لانعاديهم أبدا وندرك وجاهة اختلافهم معنا وتبنيهم لآراء ومنطلقات تخدم توجههم، و مع كل الاتجاهات والتيارات السياسية نلتقي في نقاط تكثر أو تقل من حزمة الأفكار التي تشكل عقائد تلك الاتجاهات!! ولسنا نرى آرائنا وأفكارنا خالية من الأخطاء ومشتملة على كل الحقائق وإنما هي جزء مما تشكل في أذهاننا من الإطلاع والتفكير

والتحليل والأستنتاج فإن نُصب في بحثنا وتحليلاتنا فذلك من فضل الله ومنه وإن نخطئ فتلك طبيعة الإنسان الثابتة فهو الخطاء .!!!

إننا نعتبر العلم والادراك من نعم الله ومواهبه التي خص بها من شاء ممن ركب فيهم العقل والقدرة على التركيب والتوليف ويترتب على من حظي منهما بحظ واجب التعليم والتنوير والتوجيه ، كما يتوجب على من حظي بنصيب من المال واجب الزكاة والصدقة والإحسان، إن أهل العلم والرأي مطالبون بتقديم الإرشاد والتنوير والتوجيه صدقة وأعمال خير ومعروف فإن حكمة الله التي كان من مظاهرها ومضامنها بعث الله للرسل الذين ارسل عبر التاريخ لهداية وإرشاد الناس ، وهو قادر على هدايتهم وإرشادهم لو شاء لكنه تبارك وتعالى يثبت بذلك خلافة الإنسان في الأرض ودوره وأهميته (ولو شاء الله لهدى الناس جميعا) لكن الله تبارك وتعالى شاءت حكمته أن يجعل جزءا ممن هدى الله، هداة مهديين لغيرهم بما علمهم الله و أوحى إليهم، ومن نفس السياق كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات هذه الأمة التى قال الله فيها: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف و تنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)

إن صمت العلماء عن مايحدث من منكرات في مجتمعاتهم يشكل خللا كبيرا سهل رسوخ الظواهر السلبية فالسكوت عن ممارسة الفساد والغلول وتبديد المال العام والتفريط بالمصالح العامة للذين جعلوا أنفسهم او جعلتهم الظروف يمارسون السلطة ويتحكمون بشؤون الناس ، إن عدم إبداء النصح والإرشاد من الذين يعلمون يشكل تفريطا كبيرا في الواجب ، رغم أنه سائد في بلدنا وبلاد إخواننا

العرب والإفارقة ويشبهه في الخطورة التي تقترب من الإجرام انخراط المثقفين في بلادنا والبلاد العربية والإفريقية في نشاط الفساد السائد ،وإهمال مايعلمون و يتغاضون عما يرون من صنوف التدمير والتخريب ولقد ترتب على طول ما استمر هذا الإهمال واللامبالاة من العلماء ومن المثقفين أصبحت الأمور سلوكا راسخا يصعب الخروج عليه ،إلا للذين يريدون أن يعيشوا العزلة الكاملة والتهميش التام ، وإننا بحمد الله من أولئك الذين أردنا بحريتنا واختيارنا وكامل وعينا تلك العزلة وذلك التهميش الذين يفرضهما معارضة السائد مما تم تعوده من سلوكيات معوجة، فإذا كان قول الحق وإرشاد الشعب ،سببا في العزلة عن هذا الجو الذي يسود وسببا في التهميش في ظروف اختلاط الحابل بالنابل وضياع معالم الطريق ،فإننا نرحب كل الترحيب بالعزلة عن هذه الاجواء والتهميش والوقوف بعيدا بعيدا من معارك توزيع وحوش الواقع لحصصهم مما نهب مما كان للجميع وتحول مكاسب ومغانم واسلاب،وبدل تلك المشاركة اخترنا فقط ان نحاول التعبير عن آرائنا حول الواقع وزوايا رؤيتنا للامور ،ونرى ذلك جزءا من واجبنا الدينى والأخلاقى اتجاه وطننا ومواطنينا، ولا نربط موقفنا ورؤيتنا بمواقف مسبقة مع او ضد أي كان فكل ما يهمنا سلامة الوطن وقيام نظامه على المساواة الكاملة والتساوى في الفرص ووقف الفساد والغبن والظلم والتهميش وتوفير شروط الوحدة والتعاون والتقدم هذ ما قصدنا وهذا ما أردنا وليكن الله في عوننا وعون الجميع ،!!!
التراد بن سيدى

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية