الريادة

ملامح التجديد و التقليد في الحملة الدعائية لانتخابات2019 في موريتانيا

الأستاذ الدد و لد الحر

بدأت منذ شهر مارس الماضي انطلاقة الحملة الدعائية الممهدة للحملة الانتخابية لرئاسيات 2019.

و قد كانت البداية مع إعلان ترشح محمد ولد محمد أ حمد ولد الغزواني  مرشح , المولاة و بعده مباشرة تم إعلان ترشيح بيرام و لد الداه ولد أعبيد , فقد تميزت البداية بنوع من التجديد على غرار ما بات معروفا عند بعض البلدان المجاورة’ حيث تم استحداث  مهرجانات يتم من خلالها عرض لبرنامج المرشحين و رآهم لطرح  حلول و برامج تسهم في حل مشاكل البلد و كذالك عرض  الآليات التي يمتلكها  كل مرشح من أجل  تجاوز عثرات النظام المنتهية ولايته. فقد سن  محمد ولد ولد الغزواني سنة مهرجانات إعلان الترشح لأول مرة في البلاد فباركها باقي المتسابقين إلى كرسي الرئاسة. و مما طبع أيضا السباق إلى كرسي الرئاسة للسنة 2019  هو الحملة الدعائية المكشوفة  السابقة لأوانها المتمثلة في المهرجانات  و الجولات و التجمعات التي قام بها كل مرشح من أجل حشد التأييد  وتثبيت المؤيدين  قبل إيداع ملفات الترشيح لدي المجلس الدستوري و اللجنة الوطنية للانتخابات و كذالك قبل استكمال التزكية من قبل المستشارين بالإضافة إلى وقوف النظام بشكل علني إلى جانب مرشح بعينه و توجيه المواطنين للتصويت له .

 

أما خطابات المتسابقين فقد تخللها الكثير من الاهتمام بالمواطن و همومه و كأن المتسابقين كانوا  مغيبون أو مهجرون من البلاد بسبب سيف جائر و لذا فرص التغيير لم تكن متاحة لهم أصلا حسب لسان حال كل مترشح يحاول اللعب على عقل المواطن المسكين المغلوب على أمره. فقد اتسمت الحملة بشتى أنواع استعطاف المواطن أما بإحضار المسنين لساحة إعلان الترشح و حتى إحضار الزوجات و تصدرهن الصفوف الأول محاكاة بالغرب كما فعل البعض وكذا تبني تطبيق الشريعة ومضاعفات الرواتب بالإضافة إلى تحسين الخدمات و تقريبها من المواطن بشكل أدق.

لما كان مهرجان الترشح يعتبر مثابة إعلان لهوية المرشح و التعريف به و ببرنامجه الذي من خلاله سيسير البلاد في حال فوزه’ فقد تميزت الخطابات بقوة الكلمة و قوة الخطاب و كذا الوقوف على كل ما يتطلع إليه المواطن كما هو دأب كل مترشح’ فتباينت الخطابات و الشعارات من حيث ا لشكل و بقي المضمون واحدا و إن اختلف المحررون. فهذا غزواني  يؤكد على  أنه تعهد و سيصون العهد ( وللعهد عندي معناه) أما بيرام و لد الداه فقد رفع شعار( الطلاق الأبدي مع الأنظمة المستبدة

 

فقد انصب اهتمام المتسابقين على الشعارات التي تمس وجدان المواطن مثل مشكل العبودية و مخلفاتها و إصلاح التعليم و كذالك مشكل الأمن الداخلي في البلاد. فكل البرامج و الوعود و الشعارات التي تم تبنيها تتصل بالمجتمع بكل فئاته على الرغم من تبني شعارات لبعض المترشحين قد توصف  بغير المنطقية و إنما هي شعارات من أجل استمالة الناخب. فقد تم التغني بمعاناة المواطن و رفعت شعارات واعدة بغد أفضل و بتسوية ما كان عصيا. فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أخذت قضية ديون الشيخ الرضا مكانة كبيرة في اهتمامات البعض وتم الحديث عنها على منابر عديدة ’ الشيء الذي لاشك انه سيحدث نقطة تحول عند من يهمهم الأمر.

من معالم التجديد أيضا في الحملة الانتخابية أو الحملات  الانتخابية في الآونة الأخيرة هو سيطرة الإعلام الجديد على الساحة الدعائية  حيث أصبح المترشح يكان يعول علية أكثر من غيره. فقد سطع نجم وسائل التواصل الاجتماعي مع حملة باراك أوباما حيث تعتبر أحد أسباب وصوله إلى البيت الأبيض، حيث وصل عدد متابعيه لأكثر من 78 مليون على تويتر ونحو 20 مليونًا على موقع فيسبوك’ و نظرا لدورها أي و سائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك  أساسا في موريتانيا) أصبح لزاما على كل متسابق إلى كرسي الرئاسة أن يولي اهتماما كبيرا بالمدونين من أجل إيصال أفكاره و الدفاع عنه والرد على خصومه.

أما مواطن التقليد في هذه الحملة فتكمن  في الانضمام على أساس قبلي و عرقي  و كذلك على أساس جهوي’ فالبعض يلتف حول مرشح لأنه من مكون معين و كذالك ينثني عن أخر  لأنه  لا ينتمي لمكونه الضيق. فلم تكن الإصطفافات على أساس البرامج أو على أساس معرفة مسبقة بالشخص المترشح و إنما هناك ما يؤثر على الناخب من أجل تغيير مساره ضد قناعته’ هذا بالإضافة إلى تأثير الزعامات التقليدية من وجهاء و مشايخ تقليدية في التأثير على الناخب وثنيه عن قناعته. فكثيرا ما تلتف الغالبية على المرشح المدعوم من طرف النظام أو ذاك المدعوم من طرف العسكر باعتباره أظفر حظا طمعا في المشاركة في كعكة المرحلة المقبلة.و من المثير للسخرية هو شبه الإجماع على فساد نظام ولد الطايع وبسط يد الترحيب لاحتضان بعض رموزه في موسم الهجرة  السياسية هذا’ فالانضمام إلى حزب أو إلى نظام يكفي لإزالة شبهة الفساد .

الأستاذ الدد و لد الحر

أخبار ذات صلة

الشرطة توقف متهمين بتصوير فيلم اباحي موريتاني

مصطفى سيديا

وزارة الصحة:تسجل 3 وفيات و 54 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة

Bilal Aly

الخارجية الموريتانية: تدين هجوم محافظة كرمان الإيرانية وتصفه بالعمل الإرهابي

Bilal Aly

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لتحسين خدمتنا. لمزيد من المعلومات طالع "سياسة الخصوصية" أوافق التفاصيل

سياسة الخصوصية